مزمورُ غيورٍ على هيكل يهوه
مزمورٌ ليوشيّا الرّائي
بقلم فادي أبو ديب
اسمعني يا رب عندما أتكلّم! أصغِ جيّداً إلى صراخي! لماذا أراكَ متأخِّراً عن القدوم؟ شعبك استغنى بنعمتك عنك يا رب. داسوا دم ابنك وحيدك. دخلوا هيكلك خلسةً. عند مذبحك أقاموا سواريهم. بنوا مرتفعات مجدهم الذاتي في قدس أقداسك. قالوا: “نكرم الربّ فيبارك خزائننا”. زنوا في أفكارهم وراء آلهتهم. قالوا أنّهم بمرتفعاتهم يمجِّدونك. أما أنت يا رب فبريءٌ من أقوالهم.
كيف تفكِّرون أنكم بممتلكاتكم تمجِّدون ربّ الجنود؟! أليس له الأرض وما عليها، المسكونة ومن يسكنها؟ هل هو محتاجٌ لعروش الأمم كي تجلسوا عليها باسمه؟ هل ستعبد الأمم اسم يهوه لأنّكم سدتم بحذلقتكم عليها؟
مُباركٌ أنت أيّها المسيّا لأنّك تتمجَّد عندما تجعلنا نوراً للناس. مُباركٌ لأنك أردت لنا أن نرتقي فوق شهوات العالم وأمواله، وأن تجعل قلوب الشعوب والحزانى واليائسين تمتلئ رجاءً وأملاً عندما ترى تلاميذك الحقيقيين مختلفين، مصارعين لمقاييس العالم الشرّير، متَّبِعين قيماً مستمَدّةٌ من أنفاسك يا أبا الأنوار.
حزنتُ وامتلأ قلبي غمّاً عندما رأيتهم يسمّون إثم القلب عملاً لاسمك، وعبادة المال سعياً لمجدك. يقولون أن إله ابراهيم يعلو بين الأمم عندما تعلو مناصبهم، وأن عزيز يعقوب يتقوّى عندما تنحني رؤوس المساكين والبسطاء لمجرِّد مرورهم. كذبوا إذ ظنّوا أنّ أنّ يهوه المخلِّص يتمجَّد عندما تكثر دنانيرهم.
تعال أيها المسيّا واجدل سوطاً واطرد الصيارفة والمتنفِّعين من هيكلك. “غيرة بيتك أكلتني” إذ اشتاقت نفسي إليك. تعال أيّها المسيّا واعطينا أسماءاً من عندك لا يُنطق بها في هذا العالم. تعال لكي تستقرّ مرّةً وللأبد على صهيون جبلك المحبوب.