بقلم فادي أبو ديب
لم تبقَ إلا الرؤى لتنقذنا من هذا الجحيم
لم تبقَ إلا يد ربّ الجنود لتنتشلنا من ذي الألم المقيم
كلّ البشر معذَّبون…متهالكون
نفوسهم تائهة
العالم يحكمه عشرة آلاف شيطانٍ
والعِلم والدّين رفيقان…عاشقان سِرّاً
يتعاونان لطعن ما بقي من روحنا في الصميم
هذا يقول أنّ الحضارة إلهٌ
وأنّه يحيي العظام وهي رميم
وذاك ينكر على الإنسان حقّ الرّفض…
وحقّ التمرُّد…
وحقّ فضح وجه رفيقه الدّميم
الأوّل ظنّ أنه يعطينا ماء الحياة
فانظروا إلى جسد البشرية المخدوعة!
انظروا إلى قلبها المعتلّ السقيم
والثاني وقف وأشار باليد إلى ذاك الماء الحقّ
وعندما اقتربنا لنشرب…
كمّم أفواهنا ووضع في يدينا أصفاداً
وما التفت ولا اهتمّ لهذا الوجود الكليم
أمّا الحقّ فلا هذا ولا ذاك
بل هو خالقٌ… وكلمةٌ… وروحٌ
فلا سقى الربّ أحاديث ذينك الرّفيقيْن…
ولا بارك بمنطقهما الفجّ العقيم