شريعة موسى وتوراته كثيرةٌ عليهم فكيف إذا أرادوا أن يدّعوا صلةً بالنور الذي حضرْ؟!!
وهل نعمة السّماء تخالف الطبيعة يا أيّها القوم؟ وهل يناقض الخالق صنيعه، والنقشَ في الرّوح الذي حفرْ؟ العطيّة الفُضلى لقومٍ ما استهانوا بناموس الطبيعة وما عاثوا بالخلق الإلهي فساداً وراقبوه إذِ احتضرْ !
هبة السماء لقومٍ حفروا عشق البراءة في أرواحهم فحرّرتهم من ناموسٍ وكلّ ما اشترعته عبودية البشرْ أطلقهم السيّد وقد افترّ ثغره عن بسمةٍ… إذ رأى الشَّغَف في أعماقهم قد أينع وازدهرْ
ما نفع توبةٍ يعظونها صبيحةً ومساءً
والقلب من أدران الحضارة ما اغتسل واطَّهَرْ؟
وما الخطيّة الكبرى إن لم تكن جهلاً بعالم النور
وبصورةٍ أصيلة لإنسانٍ ضاع في زمنٍ قد غَبَرْ ؟
معلّم الحقّ أنار قلب الإنسانية الأولى
فأذلّ إله المال والعمران، وأزال هيبة كلّ ما اعتدنا من الصُّوَر
وجّه الآمال لإنسانِ صورة الله، وما بشَّر بقوانين
تكرهها السماء، وما أنزل بها الآب من سلطانٍ وما أمرْ
نبذتم شريعة الإله وزعمتم العيش في حرّيّةٍ
وها أنتم تستعبدون نفوسكم ونحن لكل قوانين البشر
ما انتشلكم المعلّم من حفرةٍ لتسقطوا في وادٍ
ولا تحدّى إرادة ملوكٍ لكي تطيعوا كلّ أفّاقٍ عَبَرْ!