هجاءُ عالَمٍ “مسيحي”


 بقلم فادي أبو ديب

أراد المتخفّون في قوم المعلِّم تعظيم نفوسهم
فاخترعوا شريعة حرّيةٍ جاءت علينا بالضَّرَر والخطرْ
فبدل بلوغ السّماء عاثوا في الخليقة إفساداً
ثمّ، على اسمه، أقاموا حفلات عربدةٍ وسُكرٍ وسَمَرْ

فبئس حرّيةٍ استعبدت الجموع
ولا سقى الإله أمماً احتقرتِ البشر والشَّجرْ
ادّعت أنّها تقدِّس إنسانية الفرد
وما هي ألّهت سوى مالها وثمين الذَّهَب والحَجَر

فطوبى لابن الآب والطبيعة المتمرِّدِ
وبئس حريّةٍ جعلت الرجل خنثى والأنثى ذكرْ

فلا المعلّم علّمهم قتل الفطرة الأولى

ولا هو راضٍ عن ذبح دعوة القلب وكشف ما استتر


شريعة موسى وتوراته كثيرةٌ عليهم
فكيف إذا أرادوا أن يدّعوا صلةً بالنور الذي حضرْ؟!!

وهل نعمة السّماء تخالف الطبيعة يا أيّها القوم؟
وهل يناقض الخالق صنيعه، والنقشَ في الرّوح الذي حفرْ؟
العطيّة الفُضلى لقومٍ ما استهانوا بناموس الطبيعة
وما عاثوا بالخلق الإلهي فساداً وراقبوه إذِ احتضرْ !

هبة السماء لقومٍ حفروا عشق البراءة في أرواحهم
فحرّرتهم من ناموسٍ وكلّ ما اشترعته عبودية البشرْ
أطلقهم السيّد وقد افترّ ثغره عن بسمةٍ
إذ رأى الشَّغَف في أعماقهم قد أينع وازدهرْ

ما نفع توبةٍ يعظونها صبيحةً ومساءً

والقلب من أدران الحضارة ما اغتسل واطَّهَرْ؟

وما الخطيّة الكبرى إن لم تكن جهلاً بعالم النور

  وبصورةٍ أصيلة لإنسانٍ ضاع في زمنٍ قد غَبَرْ ؟

معلّم الحقّ أنار قلب الإنسانية الأولى

فأذلّ إله المال والعمران، وأزال هيبة كلّ ما اعتدنا من الصُّوَر

وجّه الآمال لإنسانِ صورة الله، وما بشَّر بقوانين

تكرهها السماء، وما أنزل بها الآب من سلطانٍ وما أمرْ

نبذتم شريعة الإله وزعمتم العيش في حرّيّةٍ

وها أنتم تستعبدون نفوسكم ونحن لكل قوانين البشر

ما انتشلكم المعلّم من حفرةٍ لتسقطوا في وادٍ

ولا تحدّى إرادة ملوكٍ لكي تطيعوا كلّ أفّاقٍ عَبَرْ!

 

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.