عذراً يا أرض آرام
لأننا أضعنا وقتاً في المجامع الفلسفية واقتتالاتها
لأنّ السيف انغرس في نحر الأخ
بدلاً أن يدفع الرابات السوداء عن الحدود
آسفون…
لأنّ ذوي الوجوه البيضاء كرهوا السُّمر العيون
ولأنّ اللسان الشرقي مقت الغربي
آسفون لأننا ما دافعنا عن الجمال والحبّ لأنّ لوحاتنا ظلّت متروكةً في السراديب لأنّنا لم نطارد حلماً أُعطي لنا مجّاناً لأننا بعنا الأرض والفكرة وذهبنا إلى السبي في وطننا نحن اليوم نتحمّل وِزر قرون من خيانة أنفسنا بعنا كلّ شيء من أجل حِفنة رِضى لم ننله
انتظرنا جمالاً فوجدنا بشاعةً وبدل الحبّ نالت أرضنا الكراهية طمسوا النور وذبحوا المنوّرين الرّها تصرخ وتبكي ودمشق غريبة بين أهلها توما لن يعرف الباب الذي دخل منه والحكماء فقدوا حكمتهم فعبدوا الشيطان وبقيّتهم دخلت من باب السرداب ولم تعد
الشتات أصبح شبحاً يهيمن على المحبّين والرسّامون لم يعد أمامهم سوى الخراب ليرسموه والشعراء انتقلوا إلى عالم الأحلام الأرض تحارب سكّانها وتطردهم والشياطين انفلتت من عِقالها اليوم المقدَّس انتهى والموت خيّم على الأرواح الخافقة
لأن أجدادنا خانوا السيف والفكرة غرسوا الخنجر في قلب الأخ قتلوا البطل والصبيّة قتلوا موائل الحبّ والشَّغَف حاربوا المنطوق بالسيف فتخلّى السيف عنهم في يوم القتال