هل هي الحرب الواردة في مزمور 83؟


بقلم فادي أبو ديب

رغم أنّ نص مزمور 83 قد لا يشير بوضوح إلى نبوءة عن حرب مستقبلية في نهاية هذا الدّهر، إلّا أنّ العديد من الدارسين والباحثين اللاهوتيين يعتبرونه بمثابة نبوءة تتحدّث عن حربٍ عربيّة- إسرائيلية ستجري على الأغلب ضمن سلسلة حروب تختم نهاية التاريخ الحالي.

وفي الواقع فإنّ كلّ ما يجري حالياً في الشرق الأوسط من ثورات وإرهاب وصعود للإسلام الجهادي يشير إلى أنّ المنطقة تتجه إلى حرب لا محالة؛ حربٌ قد لا توفِّر العالم كلّه في مراحل لاحقة.

الجهاد الذي يغزو سوريا الآن والخسائر الكبيرة التي نالها وسبّبها، بالإضافة للوضع المتوتِّر والمرشَّح للتصعيد في الأردن، ومأزق إيران وحزب الله في لبنان، والمواجهة العسكرية الذاهبة حتماً للتصعيد بمباركة مصرية إخوانية، كلّ هذه العوامل تشير إلى أنّ عدّة أطراف قد تلجأ إلى دعم حربٍ عربية- إسرائيليّة قد تندلع في غضون أسابيع أو أشهر. (ويبدو أنّه من المؤكَّد أنّ الحرب حتمية، والتوقّع السابق هو فقط عن مدى قربها).

يشير المزمور 83 إلى أنّ حِلفاً من المناطق المحيطة بأرض إسرائيل- فلسطين سوف يهاجم هذه الأرض، وتبدو الأطراف المشاركة فيه مطابقة لما هو موجود اليوم جغرافياً، حيث نقرأ بان الذين سيهاجمون إسرائيل هم “خيادم أدوم والإسماعيليين، مؤاب والهاجريون، جِبال وعمّون وعماليق، فلسطين مع سكّان صور.  آشورأيضاً اتّفق معهم.  صاروا ذراعاً لبني لوط.” (مزمور 83: 6-8)

وحيث أنّ البعض يرى بأنّ هذه الحرب قد تشير إلى معركة جرت في أيام يهوشافاط، إلّا أن مراجعة نص أخبار الأيام الثاني 20 تشير إلى أنّ تلك كانت معركة صغيرة لم يشارك فيها إلا المؤابيين والعمونيين، وهي تختلف تماماً عما هو مذكور في المزمور السابق.  والجدير بالذكر بأنّ سفر المزامير يحتوي على عدد كبير من النبوءات المستقبلية (مزمور 2؛ 22؛ 72؛ 89 على سبيل المثال لا الحصر)

إنّ خيام أدوم (وضمنها جِبال) والإسماعيليين تشير إلى العرب، وبشكل خاص منطقة جنوب الأردن والسعودية.

ومؤاب وعمّون  (بني لوط) تشير إلى مناطق في الأردن (المتوتّر حالياً في مؤاب وأدوم خصوصاً)

ولا ريب أنّه من الواضح أن الإشارة إلى صور تشير إلى مملكة صور القديمة في جنوب لبنان الحالي، ولا غرابة، فالنبوءات القديمة تستعمل دائماً أسماء المناطق بحسب لغة كتبة النبوءات في عصرهم.

الهاجريون هم ايضاً الإسماعيليون، ولكن قد يشير استعمال هذا الإسم إلى مصر التي هي بلد هاجر إمرأة ابراهيم التي أنجبت له إسماعيل.

ومن الملفت أنّ النصّ السابق يقول بأنّ آشور(سوريا وجزء من العراق وتركيا) اتفق مع تلك الأطراف، ولم يشاركها مباشرة في التحالف الذي شنّ الحرب، وهذا قد يشير إلى نوع من التحريض والدّعم المباشر أو غير المباشر.  كما أنه ومن الملفت أنّ النص يتكلّم عن فلسطين (منطقة غزة تحديداً في العهد القديم) مع سكّان صور (جنوب لبنان- حزب الله)!

الحرب التي تُشنّ على قطاع غزّة في هذه الأثناء، والتي يبدو أنّ الفلسطينيين عرفوا كيف يستثمرونها لتوجيه ضربات موجعة لإسرائيل، مرشَّحة لأن تتصاعد أكثر فأكثر في ظلّ امتلاك الحركات الفلسطينية لصواريخ قادرة على ضرب عمق إسرائيل ومنشآتها الحيوية.  وأمام هذه الوقائع لا يمكن ضمان عدم دخول حزب الله في معادلة الصراع، في ظلّ الاحتقان الداخلي اللبناني الناجم عن الحرب الداخلية السورية، وفي ظلّ ميل مصر الإخوانية لإشهار عدائها لإسرائيل ودعم الحركات الفلسطينية.

إنّ ما هو مذكور في مزمور 83، وفي حال انطباقه عما سيجري في الفترة المقبلة، يخبر عن خسارة كبيرة ستتلقّاها الأطراف العربية، بطريقة يمكن أن تقلب موازين القوى نهائياً، فتزيد من إمكانيات إسرائيل (كما توقع أيضاً الشيخ عمران حسين)، وتدفع بعض العرب لإنشاء تكتّلات سياسية مغايرة لما هو حاصل، بشكلٍ قد يؤدّي إلى ظهور ما يُسمّى رمزياً في دانيال 11 “مملكة الجنوب”، والتي يبدو أنّ مصر ستكون نواتها.  الأيام والأسابيع القادمة فقط هي الكفيلة بإيضاح ما يحدث.

الإعلان

2 comments

  1. صديقة مايا اهلاً بكِ
    في دانيال 11 هنالك نبوءة عن ملك الشمال وملك الجنوب..الجزء الأكبر من النبوءة تم قبل الميلاد بين خلفاء الإسكندر المقدوني…ولكن الجزء الأخير من النبوءة ينتظر التتميم بنظر معظم الباحثين. واسم مصر يرد صراحة في النبوءة حيث ستكون نواة مملكة الجنوب…كما كان الحال في القديمحين كانت مركز مملكة بطليموس.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.