الأردن: هل حان وقت الذهاب إلى إيران؟


بقلم فادي أبو ديب

موقف مفاجئ للكثيرين هو إعلان الخارجية الأمريكية أنّ الاحتجاجات في الأردن تعبِّر عن “تعطّشٍ للتغيير” (انظر الرابط)، وخصوصاً أنّ معظم المتابعين للشأن الشرق- أوسطي يعتبرون هذا البلد في مقدِّمة البلدان الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة والعالم.  وفي الواقع فإنّ الاحتجاجات المنظَّمة والمدروسة جيداً على امتداد خريطة المملكة، تشير إلى أنّ أمر العمليات الذي تتلقّاه الحركات الإسلامية في البلاد من بعض دول الخليج العربي قد دخل فعلاً حيّز التنفيذ، بسبب إصرار النظام الأردني على عدم التبعيّة للمخطّط الإسلامي الأخواني- السَّلَفي بشأن سوريا، والذي تقوده بشكل رئيسي دول إرهابية مثل قطر والسعودية ، وأخرى إرهابية ذات تاريخ فاشي عنصري مثل تركيا، التي تحلم باستعادة أمجادها العثمانية.

المخطط الإسلامي الأصولي الذي تشهده المنطقة، والذي لسببٍ ما تدعمه الولايات المتحدة بغباء سببه شهوة الغاز والنفط الصحراوي الخليجي،  والذي سينقلب عليها عاجلاً أم آجلاً، لا يمكن أن يمرّ مرور الكرام في بلدٍ مثل الأردن، ينتهج سياسة منفتحة على العالم، ويقع في موقع استراتيجي ذي أهمية تاريخية وحضارية لجميع الأديان (على عكس دول البترودولار الوهابية).  وإن كانت الولايات المتحدة ستقلب الطاولة على النظام في الأردن، فهل لهذا البلد من سند أكثر من محور الدول التي دخلت قبله في معركة مشابهة؟

كما قلت سابقاً في مقالة “هل سيلتحق الأردن بالمحور السوري- الإيراني؟”، فإنّ دولة محاصرة كإيران لن توفِّر جهداً في استقبال دولة أخرى تريد الوقوف إلى جانبها في مثل هذا الوقت، وفي مثل هذا الموقع الاستراتيجي الهام جداً.  فهل يتّجه الأردن، إن تخلّى جميع الأصدقاء السابقون عنه إلى إيران بعد أن عجز عن دفع الثمن المطلوب منه أمريكياً ووهابياً؟  وإن كان الغرب سيدعم الحركة الإسلامية في الأردن، كما فعل في تونس ومصر وليبيا والمغرب، فمن يمكن أن يساعد في هذا الموضوع سوى إيران، والدولة الحدودية الأخرى التي تواجه ذات المعركة وهي سوريا؟

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.