هل ستُظلِم الشمس في عام 2029؟


بقلم فادي أبو ديب

436x328_29293_259418.gif

قد لا تبدو النصوص الرؤيويّة العديدة الواردة في سِفر الرؤيا، والتي تتحدّث عن سقوط كواكب  أو جبالٍ عظيمة من السّماء، منطقيّةً أو مفهومة بالنسبة لقارئٍ للنصّ قبل عصر المناظير الفلكية الهائلة التي يمتلكها الإنسان في هذا اليوم.  فقد اكتشفت وكالة ناسا للفضاء كويكباً من الحديد يشبه الرصاصة، طوله 250 متراً، يزور الأرض في بداية هذا العام 2013، واعداً بتكرار زيارته في عام 2029، ولكن في تلك المرّة القادمة سيكون اصطدامه بالأرض شبه مؤكَّدٍ على حدّ زعم علماء وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).

وبحسب التقارير الصحفية فإنّ اصطدام هذا الكويكب بالأرض “سيولد الاصطدام تجمعات عملاقة وحزما من الغبار، ومثلها من الغيوم التي ستحجب ضوء الشمس عن الأرض طوال 3 أو 4 سنوات، وخلالها سيسود ليل وشتاء قارس على الأرض بأكملها…” (كمال قبيسي، العربية نت، على هذا الرابط)

هذا الترتيب الزمني للكارثة، وما يُدلي به من انّ ارتطام الكويكب سيليه إظلام الشمس (وبالتالي القمر)، يشابه إلى حدٍّ بعيد  ما يَرد في سِفر الرؤيا، حيث يَرِد في النبوءة:

“ثم بوَّقَ الملاك الثاني، فكأنّ جبلاً عظيماً متّقداً بالنار ألُقيَ إلى البحر، فصار ثلث البحر دماً، ومات ثلث الخلائق التي في البحر التي لها حياة، وأُهلك ثلث السفن؛ ثم بوّق الملاك الثالث، فسقط من السماء كوكب عظيم متّقد كمصباح، ووقع على ثلث الأنهار وعلى ينابيع المياه، واسم الكوكب يدعى الأفسنتين، فصار ثلث المياه أفسنتيناً، ومات كثيرون من الناس من المياه لأنها صارت مرّة؛ ثم بوّق الملاك الرابع، فضرب ثلث الشمس وثلث القمر وثلث النجوم، حتى يظلم ثلثهنّ، والنهار لا يضيء ثلثه، والليل كذلك.” (رؤيا 8: 8-12)

ورغم الميل الكبير لاعتبار الجبل والكويكب والبحر والنهر رموزاً لأشياء أخرى كالقادة العسكريين والدينيين والشعوب والأمم والوسط الديني، إلّا أنّه من المستَبعَد ذلك لأنّ سِفر الرؤيا عندما يشير إلى قائدٍ أو منظومة شرّيرة؛ فهو إمّا يرمّزهم بطريقة سهلة الفهم كما في رؤيا 13، حيت يتحدّث عن الوحشين بطريقة يسهل فهم ماهية ما يشيران إليه، أو أنّه يشير إلى أنّ البحر هو شعوب وأمم وألسنة كما في رؤيا 17: 15؛ ولهذا فمن الأفضل أخذ النص الوارد أعلاه بصورة حرفيّة، بمعنى أنّ ما يرد فيه من اسماء تشير إلى نفسها فقط.

كما يشير الكتاب المقدَّس في عدّة مواضع إلى موضوع العلامات الفلكية المختصة بالقمر والنجوم والشمس؛ فنرى الربّ يسوع المسيح يتحدّث عن هذه الظواهر، حيث يقول بأنّ الشمس والقمر سيظلمان، والنجوم ستحجز لمعانها، وهذه الأمور واردة أيضاً بطريقة مطابقة في نصوص أخرى، منها إشعياء 13: 10 وحزقيال 32: 7 ومرقس  13: 24.

ليس الهدف الآن أن نفسِّر بالدقّة موعد زمان ومكان والتفصيل المحدَّد للكارثة، ولكن الهدف هو شرح سيناريو محتمل، وعلمي، ومنطقي، للأحداث الواردة في النصوص، لتبيان إمكانية حدوثها ضمن السياق الطبيعي الذي يراه كلّ الناس في حياتهم اليومية، أو ضمن ما يقرؤونه من تاريخ.

وبحسب سفر الرؤيا، وأيضاً بحسب النصوص الأخرى التي ترد في هذه المقالة مواضعها في الكتاب المقدَّس، فإنّ هذه الظواهر الفلكية ستكون مسبوقةً ومتبوعة بعددٍ من الحروب والهزّات الاقتصادية الرّهيبة، وربما يكون ما نشهده حالياً، وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط (وهي منطقة التصادم العالمي الأعنف)، هي التحضيرات لما سيأتي في المشتقبل من حروب نقرأ عنها في حزقيال 38 ودانيال 11 ورؤيا 16، حيث تشكِّل هذه الحروب النهائية التي ستسبق مجيء الربّ يسوع المسيح ليقوم ملكوته على الأرض كلّها.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.