هكذا ستنتهي تركيا الحديثة


بقلم فادي أبو ديب

6a00e00986be4d88330128764831f4970c-800wi

تطوّرٌ جديد في إطار ما تكشفه السنين الأخيرة عن الدور التوسّعي والتخريبي الذي تقوم به الدولة التركية في المنطقة العربية والشرق أوسطية؛ حيث أعلن الإرهابيّ الدوليّ رجب طيب إردوغان،-وهو رئيس وزراء تركيا ومموِّل رئيسي للحركات الإرهابية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- عن تعيينه فيصل يلماظ “والياً للسوريين” الموجودين في تركيا وفي المناطق السورية الخارجة عن سيطرة الدولة السورية.  هذا السلوك يكشف بصورة فاضحة عن جنون السّلطنة العثمانيّة الذي يصيب إردوغان، وهو أيضاً الزعيم  السياسي للأخوان المسلمين في تركيا، والذي أكّد في أكثر من سلوك وتصريح على حنينه للسّلطنة العثمانية الميتة. (انظر هذا الرابط لمزيد من المقالات عن تصريحات وسلوكيات الزعيم التركي).

وتشير السلوكيات التركية الحديثة وانغماسها الكامل في تمويل  ومساعدة الإرهاب الإسلامي في تونس ومصر وقطر وليبيا وإسرائيل عن سعيها الحثيث لاستعادة مكانة السلطنة العثمانية القديمة (وهي مملكة تركية قامت على أنقاض الإمبراطورية البيزنطية في منطقة آسيا الصغرى)، حتى لو كلّفها هذا ذبح الملايين، تماماً كما فعلت خلال أكثر من 500 عام من وجودها في هذه المنطقة، حيث قضى على يدها ملايين الأرمن والسريان اليعاقبة والآشوريين والعرب والكورد واليونانيين والصرب والروس والبلغار.  ومن الجدير ذِكره أن هذه السلوكيات هي من أساسيات قيام وبقاء الدولة التركية، لسبب أنها تحكم بلاداً واسعة تحتوي على العديد من القوميات التي لا يربطها أي شيء ببعضها البعض، لا بل وأن كلّ من هذه القوميات (الأرمن والكورد والسريان) يستند إلى تاريخ مديد وعظيم تفتقر إليه القبائل التركية المتوحِّشة القادمة من وسط آسيا من زمنٍ ليس ببعيدٍ نسبيّاً.

كما أنّ سلوكيات الإرهابي الدولي إردوغان وأتباعه تؤكِّد بأنّ الخراب الوشيك هو مصير الأمّة التركية المستحدَثة، تماماً كما يخبر الكتاب المقدَّس بوضوح في نبوءة حزقيال الواردة في الفصلين 38 و39؛ حيث تصرِّح النبوءة بأنّ رئيس منطقة ماشك وتوبال سوف يخسر الحرب التي سيقودها- بالتعاون مع حلفاء آخرين- في منطقة الشرق الأوسط، والتي ستكون باتجاه مدينة أورشليم.  والنصّ يوضِّح بأنّ هذه البلاد وشعوبها ستُخرَب بسبب كبرياء حكّامها وسعيهم للحرب والقتال.  ويشير المكتوب إلى إحدى حالتيْن محتَمَلتيْن: أوّلهما هي أنّ الأمة التركية نفسها ستكون- كدولة مستقلة- من الأطراف التي ستقود الحرب، وثانيهما أنّها  ستكون  قد خضعت في وقتٍ سابقٍ بمعظمها لقيادة الروس (أرض ماجوج هي روسيا بحسب وجهة نظر تفسيرية واسعة) كما يشير الراهب المعروف باييسيوس الآثوسي في بعض “نبوءاته”؛ وفي كلتي الحالتيْن بأنّ تركيا الحالية هي أمّة زائلة إمّا قبل أو بعد الحرب الشرق أوسطية المعروفة باسم حرب جوج وماجوج.

وهكذا فإنّه من المحتمل بشكلٍ كبير أنّنا نشهد في هذه السنوات بداية نهاية الدولة التركية كما نعرفها الآن بسبب تسارع سلوكياتها العدوانية والإرهابية في كلّ اتجاه.  وكانت الإمبراطورية العثمانية قد انتهت إثر إعلانها الجهاد ضد روسيا وفرنسا ودول أخرى في العالم في عام 1914 (كما يبدو في الصورة المرفَقة بهذه المقالة).  وإذ كان إردوغان مستعبَداً كلّياً للأسطورة العثمانية، فما الذي يمنعه، هو أو من سيأتي بعده من مهووسي الفِكر العثماني، من القيام بذات الشيء (بأسلوبٍ آخر ربما) حين يتمكّن من توطيد أركان سيطرته على الملايين من أغبياء العرب (وما أكثرهم!)؟  ما الذي سيمنعه من تتميم الأسطورة العثمانية الجديدة التي ستنتهي به لا محالة إلى نهاية شبيهة بالإمبراطورية الخَرِبة السابقة؟

الكتاب المقدَّس يقول أنّه “في السنين الأخيرة” سيحدث هذا بشكلٍ حتميّ لا مفرّ منه.  وإنّ غداً لناظره قريب!

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.