ارتفع يا كموش واستهزئ لأنك تظنّ أنّك سيّد الآلهة، وتجبّر يا مولوك لأنّك تظنّ أنّ الذهب الأسود سيحييك إلى الأبد. لأنكما لم تلتفتا إلى كلام الحقّ ولا إلى الرّحمة فها إنّ أرضكما ستتألّم، والبركة ستذوي كما يذوي القشّ في سعير النار.
تلوَّ يا كموش وابكِ يا مولوك على رحمةٍ بائدة في يومٍ ليس فيه لا رحمة ولا فداء، لأنّكما سلكتما في طريق قايين ولم تعرفا سيّد الآلهة، بل عبدتم إله الحجاز العربي والزانية الجالسة على الوحش التي تسكر من دم أبناء إيلوهيم. ها إنّ ممالككما الكثيرة تُترَك لكم خراباً والعبد يطردكم من مجمع الآلهة وينصّب آلهته مكانكما.
أرسلتُ لكما الفُرص تلو بعضها ولم تتوبا عن ظلمكما وقتلكما واغتصابكما لذلك دم أولادكما يكون عليكما.
عن إله البدو الحجازي:
ها أنا عليك يا أبا اللات ومناة فأقتلعك من أرضك وأجعل دماء أبنائك تُسفك بأيدي بعضهم البعض، لأنّ المحبة لا تكون محبّةً إن لم تدع الشرّ يُفني نفسه بنفسه. ها إنّ الفناء يطلّ برأسه على مقادسك ووديانك ومرتفعاتك، وتُكشَف عورة أنبيائك الكذبة. الدماء الدماء على المتنعّمين من أولادك الذين اتبعوا الزِّنى طريقاً لهم، وقالوا “إننا نجمع في أهرائنا أموالاً وذهباً إلى يوم الدين”.
ها إنّ اللعنات تًسكَب على أرض البخور والطّيب، فيتلوّى ذو الشرى وينوح أبو اللات ولا يجدان من يعزّيهما لأنّكم لم تعرفوني ببركاتي، بل صنعتم بها إثماً وعرفتم كلّ فجورٍ، لا بل أصبحتم معلّمي الفساد للأمم.