السعودية: بداية نهاية مملكة البدو


بقلم فادي أبو ديب

مصدر: تحول كبير سيحدث في موقف الرياض من امريكا بسبب سوريا وايران

لم تكد تمرّ أيّام على تصريح شيخ مشايخ بادية آل سعود، عبد الله بن عبد العزيز، عن ضرورة عدم تدخّل دول العالم بشؤون تجمّع القبائل الذي يرأسه، حتى فاجأ الزعيم الإرهابيّ الدولي المعروف بندر بن سلطان، وهو أحد أعضاء المشيخة الحاكمة في نطاق سلطة التجمّع البدوي السعودي، فاجأ العالم بتصريحه بأنّه سيعمل على الحدّ من العلاقات الدبلوماسية بين مملكة آل سعود والولايات المتحدة الأمريكية.  (انظر الرابط من وكالة رويترز للأنباء)

هذا ولم تكن قد مضت ساعات أيضاً على هجوم دولي غير مسبوق من عدة دول أوربية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، على المملكة السعودية جرّاء سجلّها القذر فيما يتعلّق بحقوق الإنسان، وخصوصاً حقوق المرأة هناك.  هذا وقد أنكرت المملكة على لسان رئيس هيئة حقوق الإنسان فيها بندر بن محمد العيبان، الذي صرّح كاذباً فقال:  “فيما يتعلق بحقوق المرأة تضمن الشريعة الاسلامية مساواة عادلة بين الجنسين ولا تفرق التطبيقات التشريعية للدولة بين الرجال والنساء (انظر الرابط)

تصريحه هذا جاء مع العلم أن مضارب آل سعود هي شبه الدولة الأخيرة في العالم التي ما زالت تفرض هذه قيوداً شديدةً على المرأة، كقيود اللباس والسفر والخروج وقيادة السيارة، وذلك بالاستناد إلى شريعة صحراوية إجرامية تطوّرت على يد الإرهابي المسلَّح محمد بن عبد الوهاب وزميله الإرهابي محمد بن سعود، مؤسسي الدعوة الوهابية التي حاولت نشر خرابها في أرض الشرق، ولم تنفكّ تحاول منذ ما يزيد عن 250 عاماً، استكمالاً للغزوات البربرية التي قامت بها جيوش خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وغيرهما من القادة البدو بحقّ الإنسانية جمعاء.

المثير في أمر التطورات المتسارعة الأخيرة هو التدهور والارتباك الشديديْن الباديين في تصريحات وسلوكيات المسؤولين السعوديين في الآونة الأخيرة، والتي تنمّ عن حنق شديد ممزوج برعب قاتل من فشل المشروع الوهابي السعودي في سوريا، ومن التقاربات الأمريكية-الروسية-السورية-الإيرانية بأشكال شتّى في الأسابيع الأخيرة.  لقد أحسّ مسؤولو مضارب وخيام آل سعود بأنّ سحرهم في طريقه إلى الانقلاب عليهم، وأنّّ موسم حصاد ما زرعوه قد آن واقترب.

من ناحيةٍ أخرى، فعلى المجتمع الإنساني أن يعلم أنّ من واجبه الأخلاقي والبديهي أن يعمل بكل ما أوتي من قوّة على إنهاء الحالة المستمرة منذ حوالي 80 عاماً، والمسمّاة مملكة آل سعود وشركاهم.  لقد أعطى العالم، ممثلاً ببريطانيا وأميركا، الفرصة تلو الفرصة لهذه المملكة الظلامية، مستفيداً من نفطها وأموالها، ومحاولاً في نفس الوقت تحويلها إلى شيء من الحضارة، ففشل فشلاً ذريعاً.  فكل ما جناه من جعل هذه الصحراء أرقى استهلاكياً انقلب عليه وعلى العالم أجمع تطرفاً وإرهاباً وفِتناً.

إنهاء المملكة السعودية ليس لخلاف معها في الدين أو السياسة أو الثقافة، بل لأنّ كوكب الأرض تجاوز العصر الذي تعيش فيه مملكة التمر والجراد هذه منذ قرون.  إنّ وجود هذه المملكة بشكلها الحالي هو اختراق لمسار التاريخ التطوّريّ، وعامل فوضى وعدم اتّزان، كما أنّه صدع لا يمكن رأبه إلّا بدفته في التراب.  الدولة السعودية لم تقدّم للعالم- ما عدا الكبسة- إلّا الإرهاب والدموية وألوف مؤلّفة من المرتزقة والإرهابيين ومنظّري الذبح والنحر والموت بأبشع الطرق.  الدولة السعودية لم تصدّر للعالم إلا الخراب والكراهية.  الدولة السعودية قمعت شعبها الذي يمتلك تراثاً كان يمكن له أن يتحوّل إلى ظاهرة جميلة في هذه المنطقة الوسطية من العالم.

الدول العظمى دمّرت الكثير، وساومت عقوداً على حقوق الإنسان، أثارت حروباً، جوّعت وقتلت، دعمت ديكتاتوريات وما زالت.  فهل ستكفّر عن شيء من خطاياها بإعطاء الأمر لبدء عملية إزالة واحدة من آخر مخلّفات العصور البدائية عن وجه الأرض؟  إن سقوط مملكة آل سعود وشركائهم من آكلي التمور وشاربي الدماء مسألة وقت، لأنّها ببساطة اخترقت القانون الإلهي بدون أن تفعل أموراً إيجابياً في المقابل.  أعمالها خطايا متراكمة فوق بعضها من دون ما يشير إلى عامل توازن كما يحدث في معظم دول العالم.  إلّا أن السؤال هو: هل ستترك الدول الكبرى هذه المملكة تتفتت عن طريق المرتزقة الإسلاميين وأمراء النفط المتناحرين، أم ستتحمّل المسؤولية لمرّة واحدة وتشرف على الموت الرحيم لمملكة سئم منها العالم؟

مواضيع متعلّقة:

السعودية: الدولة المارقة الجديدة

السعودية وقطر وتركيا والغفران الذي لن يُمنَح

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.