الولع البشري اللاواعي بالديكتاتوريّة: فرنسا مثالاً


بقلم فادي أبو ديب

French President Hollande is surrounded by heads of state as they attend the solidarity march in the streets of Paris

نقلاً عن موقع قناة العربية (رابط الخبر الأصلي)

مونروج (فرنسا) – فرانس برس

أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لودريان يوم الاثنين أن فرنسا ستنشر عشرة آلاف عسكري اعتباراً من غد الثلاثاء، لضمان أمن “النقاط الحساسة في البلاد” بعد اعتداءات باريس. وقال في ختام اجتماع حول الأمن الداخلي عقد في قصر الإليزيه إن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند “طلب من القوات المسلحة المشاركة في أمن النقاط الحساسة في البلاد”، مشيراً إلى “حجم التهديدات” التي لا تزال تواجهها فرنسا. وإلى ذلك، أكد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف نشر حوالي خمسة آلاف عنصر من قوات الأمن والشرطة، اعتباراً من الاثنين لحماية كل المدارس اليهودية في البلاد وإرسال تعزيزات عسكرية أيضاً في غضون 48 ساعة.

وأدلى كازنوف بهذا التصريح أمام أهالي تلاميذ مدرسة يهودية بضاحية جنوب باريس بالقرب من الموقع الذي قام فيه أحمدي كوليبالي أحد منفذي اعتداءات الأسبوع الماضي في فرنسا، بقتل شرطية، الخميس، قبل أن يهاجم في اليوم التالي متجراً للأطعمة اليهودية في شرق العاصمة.

كان أميدي كوليبالي (32 عاماً) قد احتجز رهائن داخل متجر يهودي، الجمعة، وقتل أربعة أشخاص من اليهود الفرنسيين، إضافة إلى شرطية.

===============

تعليق المدوَّنة

لا تفوّت الحكومات الأوروبية فرصة إذاً لإثبات دجلها ونفاقها ووقاحتها منقطعة النظير، فعندما أرسل الجيش السوري قوّاته إلى محافظة درعا شبه الحدودية مع إسرائيل نتيجة أعمال الشغب والتخريب والقتل قامت قيامة “العالم الحرّ” بسبب إرسال قوّات عسكرية مدجّجة بالسلاح إلى منطقة ضمن أراضي الدولة.

نظام جمهورية “الحرية والمساواة والإخاء” يرسل اليوم حوالي خمسة عشر ألف عنصر، ثلثاهم قوّات عسكرية، للانتشار في الشوارع والمناطق الفرنسية نتيجة عمليات إرهابية متفرّقة قام بها أفراد من تنظيمات يسكت عنها “العالم الحرّ”، لا بل يموِّلها بشكل مباشر وغير مباشر.

هل بدأ السّتار الحديدي الأوروبي من فرنسا، وخصوصاً مع أنباء عن تعديلات قانونية ستحدّ من حرّيّة التنقّل في الاتحاد الأوروبي عبر تعديل اتفاقية “شينغن”؟

عند رؤيتنا للدَّجل (الذي نراه نحن واضحاً) الذي يحصل في فرنسا وغيرها، وما حصل من قبل، وما سيحصل لاحقاً، هل ما زالت روايات “ضدّ المسيح” (أو مهما كان) الذي يفتن معظم الكرة الأرضية أمراً غير جديرٍ بالتصديق بحجّة وعي البشر مع تقدّم العصر عن زمن القدماء “السُّذَّج”؟

نحن السُّذَّج!! عملاق التبعيّة اللاواعي يكمن في اللاوعي الجمعي للبشر، وهو لا يحتاج إلّا إلى هزّة بسيطة لكي يعاود الظهور بعد سقوط قشور المدنيّة والعقلانية. وهذا استنتاج شخصي من علم النفس اليونغي (نسبة إلى كارل غوستاف يونغ).  فهذا الولع الجماهيري اللاواعي بالتبعية لأصحاب القبضات الفولاذية والدجّالين ليس إلّا ما يسمّى Archaic Model في اللاوعي، والذي نجد له أمثلة كثيرة حتى في التاريخ الأوروبي والعالمي الحديث والمعاصر، تماماً كالخوف البشري من كثير من الأمور التي لم تختفِ منذ آلاف السنين رغم التقدّم العلمي.

مئات الآلاف كانوا يسيرون أمس خلف نتنياهو الداعم العلني لجبهة النصرة في سوريا، وهولاند ووزير خارجيته وهما أشرس المدافعين عن المجموعات الإسلامية في سوريا، وأحمد داود أوغلو الرأس الثاني للنظام الأردوغاني التركي الدّاعم العلني لمنظمة “داعش” الإرهابية.  مئات الآلاف سارت أمس كالخراف الذاهبة إلى الذّبح وهي تظنّ أنّها تنتفض ضدّ الإرهاب ودعماً للحريّة، وهي لا تعلم أنّها قد تكون نواةً لتشكيل ستارٍ حديديّ أوروبيّ يقوم على تنظيمه ودعمه عتاة الإرهابيين في العالم.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

%d مدونون معجبون بهذه: