قانون “زواج” المثليين والمسيحية الأمريكية المحافظة


بقلم فادي أبو ديب

(ملاحظة:  التدوينة أدناه تحتوي على عبارات باللهجة المحكيّة)

11666247_1038500289508599_3340951297410471795_n

مشكلتي كانت مع الانتفاضة على قانون المثلية، هي مع العمى الديني الذي لا يرى من الشرور إلّا ما يعجبه و”يستسهل” النضال ضدّه، لأنّه خارج عنه نسبياً.
المشكلة أيضاً مع سذاجة النسخة الأمريكية من البروتستانتية المحافظة وأتباعها في العالم، التي تعتنق قناعات متناقضة: من جهة تعتنق لاهوتياً تشاؤمياً يتعلّق بنهاية الدهر الكارثية، ومن جهة أخرى تنشر أساطير تتعلّق بتحوّل الأمم وارتقائها الرّوحي (ارسولكن على برّ يرضى ع كل شي بتحبوه!)
حان الوقت لهذه النسخة السياسية من المسيحية أن تتخلّص من “طفولتها” الفكرية، وأن تعيش لتناضل فكرياً وروحياً، وليس لكي تترفّه وتعد نفسها باللبن والعسل و”بأمة واحدة تحت الله” وغيرها من الأساطير التي عفا عليها الزّمن.
القرار كان شرّاً بالتأكيد لما سيلحقه من نتائج وخاصة في المدارس، ولكنه ليس أكبر الشرور، بل هو ناتج في جزء منه من شرور أخرى. الطبيعة كلها تقوم على الذكر والأنثى، السالب والموجب، الأبيض والأسود، النور والظلمة. هذه العلاقة الديالكتيكية هي التي تنتج الجديد والحيّ والنابض. وهذا لا يحتاج للكثير الآن لكي نثبته.
بنفس الوقت يحقّ للناس أن تعيش كما تريد، وخاصة في دولة مدنية، وهم يعيشون أصلاً منذ زمن بعيد. العالم مليء بالشرور الكبيرة والكثيرة، وهذا ليس بجديد. الجديد هو أنّ العمى الديني يجب أن يُشفى، و”الولدنة” الدينية يجب أن تنضج حتى لو بالعصا. وهذا القرار هو عصا!

كلمة أخرى لبعض المتديّنين: كونك خبيراً بالنصّ الديني، هذا لا يجعل منك خبير في الأمور النفسية والجنس smile emoticon هي شي وهديك شي (وحياة عينك!). هنالك بشر يعانون، سواء كانوا على الطريق الصحيح أم لا. هؤلاء البشر في معظمهم يرغبون بالمساعدة، بعضهم يقرّ، وبعضهم لا يقرّ، وبعضهم يئس من طلب المساعدة.
لا نحتاج إلى محافظين اليوم، لا يريدون أن يكونوا شجعاناً، ولا نحتاج إلى ليبراليين أنانيين يحتفلون بانتصاراتهم (في معظمها ذات دافع متعلق بإثبات الذات وتكسير الرؤوس) بينما الناس تعاني وتموت وتتألّم من ألف سبب وسبب، رغم أنّ ليبراليتهم هذه جزء رئيسيّ مسبّب لمصائب العالم.
نحتاج إلى روحانيين جدّيّين في البحث والتفكير والانفتاح والرّغبة في المعرفة وتغيير الرأي، ولا يعيشون من أجل الرّفاهية والتفاهة والعصبيّة الدينية.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.