بقلم فادي أبو ديب
إنّ المراقب لسلوكيات دولة مضارِب آل سعود في السنوات الأخيرة يلاحظ من دون شكّ ميولاً توسّعية وعدوانية لا تَخفى على أحد، والتي تجلّت أخيراً بهجومها البربريّ على جارتها اليمن وبدعمها العلني للجماعات الإسلامية الإرهابية في سوريا وتلويحها الأخير بالتدخّل البرّيّ. المحاولات السعودية الممتدّة لقرنين ونيّف للسيطرة المباشرة على بلاد الشام باتت ممكنة أخيراً؛ فالسعودية التي تمتلك أذرعاً طويلة في لبنان والأردن وسوريا باتت الآن أقرب من أيّ وقت مضى للقيام بمحاولة أخرى للتواجد المباشر على أرض الشّام. رغم ذلك فالآمال ما زالت موجودة عند البعض، ممّن تخلّصوا من الوهم الآثم للوحدة العربية أو من ذلك الشّرّ الأكثر شيطانية المتجلّي بدولة إسلامية كبرى، بأنّ دولة القبيلة النجديّة أقرب من أيّ وقت مضى إلى الزّوال بطريقة كارثية.
وإذا فكّرنا بشكل أكثر اتّساعاً فسيتبيّن لنا مبدئياً أنّ أيّ حلم يراودنا عن إزالة الوجود السّعودي عن وجه الأرض بأيّ طريقة كانت هو حلم يقترب كثيراً من الكمال الأخلاقي، لا بل يدلّ على أنّ صاحبه إنسان متعمّق في الفضيلة وراسخٌ في العقلانية والنظرة المستقبلية المخلِصة للحقّ الإلهي والمصلحة الإنسانية العُليا. دعونا نتأمّل إذن ما هي الفوائد التي قد يجنيها كوكب الأرض من إزالة مضارب آل سعود وأشباههم ووهابيّيهم وانتقال النفط إلى أيدٍ أكثر أمانة:
-
التوقّف الفوري عن هدر عائدات النفط على الملذّات الشخصية الفردية والإرهاب الكوني المرتبطين بأسرة واحدة يقدّر عدد أفرادها والمتّصلين بهم بعشرات الآلاف.
-
التوقّف الفوري عن دعم بناء المساجد الوهابية في كلّ أنحاء العالم.
-
انهيار معظم دور النشر التي تطبع وتنشر الشّرور الإسلامية الجهادية.
-
التوقّف الفوري لمعظم الفضائيات التي تنشر السّموم الفكرية.
-
انحسار كبير وشبه فوري في انتشار الإسلام الجهادي في كلّ أنحاء العالم.
-
إغلاق عدد كبير جداً من مساجد الوهابية والإسلام الذي تموّله السعودية.
-
عودة بلاد الشام أو المشرق المتوسّطي إلى دورٍ أكثر عالمية وإقلّ إسلاميّةً، حيث إنّ معظم الشرور الخارجة من هذه المنطقة تزدهر بسبب المال النفطي السعودي.
-
تحرّر القارّة الإفريقية من سطوة الجهاد الإسلامي.
-
زيادة نسبة حريّة التعبير في الإعلام الأوروبي والأمريكي.
-
توقّف فوريّ للحرب في العراق وسوريا.
-
سوريا: نحو دولة أكثر مدنيّة وأكثر علمانية وسقوط شبه كامل للسّلفية الشّامية بسبب فقدان الدّعم.
-
انتعاش العلمانية في مصر وخسارة نهائية للسّلفية.
-
توقّف الحرب في ليبيا.
-
انصلاح الأمر في تونس.
-
التغيّر المحتمل للنظام السوداني وتحرّر الشعوب المنضوية تحته.
-
تحرّر لبنان من كلّ أنواع الإسلام السياسي السّعودي.
-
باكستان وأفغانستان نحو أملٍ جديد.
-
عودة كثير من الممتلكات الأوروبية إلى أصحابها الشّرعيين بسبب عجز الشهيّة البدوية عن الاستثمار والاستعباد للبشر.
-
إنقاذ البوسنة وكلّ البلقان من شرور كثيرة قادمة.
-
شفاء الخاصرة الشيشانية والقوقازية لروسيا من أمراضها المُزمنة.
-
تمتّع الفتيات والنساء في بلاد الشام واليونان وكلّ أوروبا الشّرقية وتايلاند وسائر شرق آسيا بفرص للعمل بعيداً عن السُّعار الجنسي المنظّم والمَحمي بدولة تدعمه وتموّل القائمين به وعليه من عائدات النفط.
-
إنقاذ القطب الشّمالي من بناء المساجد الوهابية التي تعكِّر صفو محبّي التأمّل والقرى المنعزلة عن ضوضاء العالم.
-
اكتشاف كثير من الناس-حتى في أوروبا- أنّ كراهيتهم لفكرة الدّين تعود بشكل كبير إلى ربط لا واعٍ لمصطلح الدّين بالجهاد والسعودية والوهابية والانتشار السرطاني للخلايا الإرهابية في كلّ زوايا العالم المزدحمة والنائية.
-
نهضة روحية جديدة في كلّ أنحاء العالم.
-
نظرة جديدة إلى معنى الدّين مع عدم وجود ما يعكّر صفو هذه النّظرة بشكل خطير (مع استمرار النقاش الطبيعي والمطلوب بشأنها).