لعلّه لم يمرّ كاتبٌ ذو انخراطٍ حقيقيّ في الكتابة إلّا وسأل نفسه “لماذا أكتب؟” وأهرق الكثير من الحبر والوقت في معالجة هذا السؤال. وأجد نفسي خجِلاً بعض الشيء في معالجة هذا السؤال في كوكب يعجّ بعمالة فِكر وصلوا إلى ما وصلوا إليه من المراحل التي ربّما فرضت عليهم أن يطرحوا هذا التساؤل.
مع ذلك، وفي بداية مشواري (هذا من الناحية التقليدية، فلا أعرف كم سأعيش لكي أفصل بين البداية والنهاية!) أطرح هذا السؤال، بعدما كتبتُ خلال فترة قصيرة من حيث الظاهر كتابين اثنين مطبوعين وكتاباً إلكترونياً سبقهما. أقول “من حيث الظاهر” لأنّ هذين الكتابين وسابقهما ليسا إلّا نتاج مرحلة تخزين وكمون طويلة، بدأت نظرياً منذ يومي الأول وفعلياً في السنوات العشرة الأخيرة من الكدّ والتّعب والصّراعات الجوّانية المتتالية التي لم تنتهِ ولن تفعل بطبيعة الحال.
السؤال الذي بدأ يهاجمني بشكل خاص بعد كتابة كتابي الثاني هو “وما الذي يعنيه هذا؟”. وهذا السؤال ضروريّ على عدّة أصعدة: أولاً، على صعيد التساؤل حول جدوى أي فعل في عالم يكتظّ بملايين العوامل التي تؤثّر فيه في كلّ لحظة، وهذا بشكل عام أي من دون تخصيص عالم اليوم العشوائيّ العناصر والمتضارب والمتهافت والمتقدّم…إلى المجهول أو الفضاء أو الجحيم! ثانياً، على صعيد حسم نظرتي إلى الشّهرة، ولو أنني ذقتُ بعضاً منها وأنا ما زلتُ مغموراً بعد بالمقاييس المتعارَف عليها؛ ففي عالمنا المعاصر الشّهرة سهلة جداً ولم تعد تدلّ على شيء أبداً (هذا إذا كانت تدلّ يوماً ما على قيمة عُليا!). وأما ثالثاً، فالتساؤل ضروريّ على صعيد التساؤل حول ما أريده فعلاً من كلّ ما أفعل.
بدايةً لا أنكر أنّ جزءاً مني يريد أن يكون له نصيبٌ من الشهرة. من العبثيّ إنكار هذا، لا بل قد يكون الإنكار علامةً على جهل الذات في أفضل الأحوال او على الكذب في أسوئها. لكن الحقائق الواقعية التي أراها أمامي والتي تملأ أيضاً صفحات التاريخ تجعلني أنبذ (عقلانياً، ومرّاتٍ يكون هذا النبذ مشاعرياً وقلبياً) هذا التوجّه ليصير بنداً ثانوياً من قائمة بنود غرض الكتابة. دعوني أقول، هو أمر لا بدّ منه من الناحية اللوجستية لن يريد أن يقوم بأي فعلٍ على نطاق واسع، ولكنه بات في الحقيقة مخيفاً. مخيفٌ لأنني أرى العشوائية والتكالب والسّطحية وعالم العلاقات العامة في كلّ المجالات بلا استثناء، وكمية الزّيف التي تتولّد جرّاء هذا: عالمٌ كاملّ من الكذب والاختلاق والتزوير والشرور المرتبطة بها. الأمر بدأ حتى يجعلني أتشكّك بكثير من المديح الذي يُوجَّه إلى بعض ممّا أفعل: لعلّ هذا المديح ردّة فعل أوتوماتيكية تجاه أيّ شخص يمارس فعلاً على قدر من اللباقة والذكاء في عالم الكتابة والنشر والتواصل الاجتماعي؟ لعلّه عادة مثل كثير من العوائد التي لا يمكن إيقافها ولا تعني شيئاً؟ يمكنني أن أستمرّ طويلاً في سرد كلّ عمليات الاستبطان التي أقوم بها والتي تستدعيني رغماً عن إرادتي فيما يخصّ الكتابة والنشر وكل ما يحيط بهما.
من ناحية أخرى، وكما دوّنت في مقدّمة كتابي الثاني الصادر قريباً، فإنّه يمكن أن أقول وأنا مطمئن أنني أمتلك في هذا الوقت هدفاً مما أفعل، ألا وهو: تبديل وعيي أنا أولاً بوعيّ آخر أكثر كونية وأكثر ارتفاعاً عن تفصيلات الحياة اليومية. الأمر ليس ترفاً، بل ضرورة حياتية بالنسبة إليّ شخصياً. هذا يشكّل ضرورة وجودية وروحانية لم يعد بإمكاني التهاون بشأنها مطلقاً. والهدف الآخر هو إحراز هذا الهدف عند بعض الآخرين الذين يشاطرونني هذا الاهتمام ويجعلونني أكثر ثقةً بحقيقيّة ما أفعل وبفاعليّة وكيانيّة التبصّرات التي أجنيها من عالم التصوّر والفكر والحدس. وكما دوّنت في مكان من مقدّمة الكتاب المذكور:
“بعد أعوام سأكون مطمئناً إلى أنني كوّنت جغرافيا معقّدة وتفصيلية لمن يريد أن يسكنها، وستكون نصوصي القصيرة مجتمعةً روايةً واحدةً طويلة، فيها آلاف المشاهد والحوارات. ستكون هذه الجغرافيا الجديدة صومعةً كوكبية ضخمة المساحة لمن يريد أن يتوحّد ويعتزل بحثاً عن الحقيقة التي تمتلكني/ تمتلكهـ/ا.”
إذا استطعت الوصول إلى هذا المكان، إلى هذه الجغرافية الذهنية المليئة بالسلام وقدر من الكفاية وعدم الشّعور بالفقدان، فلربّما سأكون قادراً على نبذ مطلب الشهرة تماماً وسأكون قادراً على الشعور بالاكتفاء الكليّ والتوحّد مع الوجود الأسمى الذي سيجعلني من دون شكّ لا أقيم أي وزن للعدم الذي يدفعني ويدفعنا إلى البحث عن الأضواء. أو لربّما يمكن لهذا الوعي الجديد أن يجعلني أشعر بأنني جزء من أبوّة/أمومة كونية لكل الموجودات تغدو المعرفة وقتها حدثاً لا يستحقّ الاحتفال ولا يولّد أي شعورٍ بالعَظَمة المزيّفة، بل فقط مشاعر بإنجاز المهمّة.
الكتابة، كما أراها أنا، هي بالدرجة الأولى تفريغ للمشاعر ومحاولة لفهم النفس والآخر وترك أثر يجعلنا نشعر بأهميتنا بالنسبة للآخرين. كتابة الأفكار على الورق تجعلنا نتعامل معها بصورة مختلفة، فالمحسوس والمادي له ميزان مختلف تماما عن اللامحسوس. هذا ربما ما يفسر ازدياد الخبرة الحياتية والمجتمعية التي نشعر بها بعد قراءة بعض القصص التي لو بحثنا فيها لما وجدنا فيها أي جديد، وكل مافي الأمر أنها تسقطنا على الورق.
الكتابة إذا، كما ذكرت أنت، ستساعدنا فعلا على تبديل وعينا بوعي آخر أكثر كونية لكنه في الوقت ذاته مرتبط بتفصيلات الحياة وناتج عن فهمها وإدراكها. أما بخصوص ما إذا كانت تساعدنا في جعل الآخر يتمتع بوعي أكبر فهذا يعتمد على ما يصله (فنحن نفهم بالضرورة ما نكتب حتى لو استخدمنا الرموز في كتابتنا، أما ما يصل الآخر من ذلك فقد يكون مختلفا تماما وقد لا يترك أثرا أو يترك أثرا معاكسا لما توقعنا)
البشر غالبا غير مهتمين للتجارب الشخصية العادية لغيرهم (أو لنقل غير قادرين على الإحساس فيها غالبا وبالتالي هم يستمعون لفترة محددة ثم يشعرون بالملل إذا لم يكن هذا الشخص محط اهتمامهم لسبب ما)، أو للدفقات الشعورية التي يختبرها الآخرون أو للأحلام التي يحلمونها.
فإذا كنا نكتب من أجل الآخرين فيجب أخذ ما سبق بعين الاعتبار، وبالتالي، الخروج من دائرتنا الشخصية والدخول في مناطق تقاطعنا مع الآخرين من خلال اختيار الموضوعات التي يرغب الآخر بقراءتها بنفس القوة التي تدفعنا بل وتجبرنا أحيانا على كتابتها.
أما إذا كنا نكتب بهدف شخصي بحت فهنا يغدو سؤال: “لماذا نكتب” غير ذي أهمية، لأن استمرارنا بالكتابة سيكون مرهونا بالنتائج التي نجنيها على الصعيد الشخصي (راحة نفسية، ازدياد وعي، الخ).
بالفعل غالباً لا يهتم البشر بالتجارب الشخصية للآخرين إلا إذا كان هؤلاء الآخرون قد اكتسبوا أهمية مسبقة لديهم لسبب أو لآخر. وفي نفس الوقت يتبيّن أحياناً أن كثيراً من التجارب الشخصية والدفقات الشعورية وحتى الأحلام هي في الحقيقة تجارب مشتركة بين البشر، أحياناً في تفاصيلها. وهذا ما يجعل بعض التجارب الأدبية تأخذ نصيباً من الانتشار التي لا ريب أن عواملاً أخرى مهمة تلعب دوراً فيها، أهمها التسويق الجيد أو المقبول على الأقل.
ولكن في الحقيقة فإنّ هدف الكتاب يختلف بين الرومانسيين والواقعيين؛ فالواقعيون على أنواعهم يرون بأن الكتابة ذات هدف اجتماعي وأنّ الأدب فعل التزام من الكتاب تجاه مجتمعه أو وطنه أو الإنسانية وهو بالتالي يجب أن يخاطب مشاكلهم وقضاياهم وهذا ما يعبّر عنه بالفن من أجل المجتمع. في حين أن الرومانسيين يعتنون بالفرد أكثر من الجماعة ويجدون في الفرد قيمة سامية وهو لذلك يكتب نفسه فقط: نزاعاته في وجه الجماعة التي تقهره، الحب، العاطفة، الأحلام، الرغبات…إلخ. وعبر التاريخ كان “البندول” يتحرك بين هذين القطبين.
بالطبع أنا لا أدعو إلى إهمال التجارب الشخصية أو العواطف أو التقلبات والنزاعات التي نعانيها، بل يمكنني القول إن معظم الكتب التي سحرتني كانت تتناول النفس البشرية أكثر مما تتناول المجتمع، وأرى أنها تندرج بالمناسبة تحت الأدب الملتزم والواقعي، حتى لو كانت الرومانسية تطغى عليها، لما تضيفه لنا من خبرات ضرورية. ما أريد قوله هو أن الكاتب الذي يريد أن يتطرق إلى هذه التجارب يجب أن يكون ملما بقواعد اللعبة، وذكيا بما يكفي لإقناع القارئ أنه يقدم له ما يثري تجربته الحياتية أو الشعورية. أن يجد القارئ بعض الأمور المشتركة بين ما يعيشه وما يقرؤه لا يعني أنه سيحب ما يقرأ! من عانى من الحرب لن يستمتع بالضرورة بقصة تروي أحداثه، وكذلك الحال مع من يعيش مشاعر معينة. الموضوع أكبر من ذلك! التسويق ضروري نعم، لكن التسويق الذي يُعول عليه فعلا هو تسويق الجمهور؛ فكم من كتب تٌرجمت ومنحت جوائز مهمة لم تصل إلى ما وصلت إليه كتب روج لها القراء على مواقع القراءة أو مواقع التواصل الاجتماعي. الكتاب الجيد سيجد طريقه إلى “جمهوره” عاجلا أم آجلا.
أعتقد أن القارئ يبحث بالفعل عمن يشاركه الخيال أكثر من الذي يشاركه “الواقع” والخيال هنا يعبر عن الإمكانيات العديدة التي يختزنها الواقع والقراءات العديدة لصور الذاكرة.
فيما سبق كنت قد اعتدت على القول، عن الشعر تحديداً، أن النص يحمل كلمة وشحنة، بينما النص الخالي من التجربة والخيال فيه كلام من دون شحنة. وأن القارئ سيقرأ الشحنة مع الكلمة في النص الأول.
نعم هناك نصوص تشعر أن الكاتب وضع جزءاً من روحه فيها. الأمر لا يقتصر على الشعر وبدون هذه الشحنة ستُنسى الكتب تماما بعد قراءتها، بمعنى أنها لن تترك أثرا في نفس قارئها. طبعا هذا إذا استطاع القارئ إكمال الكتاب أصلا.
الكتابة، كما أراها أنا، هي بالدرجة الأولى تفريغ للمشاعر ومحاولة لفهم النفس والآخر وترك أثر يجعلنا نشعر بأهميتنا بالنسبة للآخرين. كتابة الأفكار على الورق تجعلنا نتعامل معها بصورة مختلفة، فالمحسوس والمادي له ميزان مختلف تماما عن اللامحسوس. هذا ربما ما يفسر ازدياد الخبرة الحياتية والمجتمعية التي نشعر بها بعد قراءة بعض القصص التي لو بحثنا فيها لما وجدنا فيها أي جديد، وكل مافي الأمر أنها تسقطنا على الورق.
الكتابة إذا، كما ذكرت أنت، ستساعدنا فعلا على تبديل وعينا بوعي آخر أكثر كونية لكنه في الوقت ذاته مرتبط بتفصيلات الحياة وناتج عن فهمها وإدراكها. أما بخصوص ما إذا كانت تساعدنا في جعل الآخر يتمتع بوعي أكبر فهذا يعتمد على ما يصله (فنحن نفهم بالضرورة ما نكتب حتى لو استخدمنا الرموز في كتابتنا، أما ما يصل الآخر من ذلك فقد يكون مختلفا تماما وقد لا يترك أثرا أو يترك أثرا معاكسا لما توقعنا)
البشر غالبا غير مهتمين للتجارب الشخصية العادية لغيرهم (أو لنقل غير قادرين على الإحساس فيها غالبا وبالتالي هم يستمعون لفترة محددة ثم يشعرون بالملل إذا لم يكن هذا الشخص محط اهتمامهم لسبب ما)، أو للدفقات الشعورية التي يختبرها الآخرون أو للأحلام التي يحلمونها.
فإذا كنا نكتب من أجل الآخرين فيجب أخذ ما سبق بعين الاعتبار، وبالتالي، الخروج من دائرتنا الشخصية والدخول في مناطق تقاطعنا مع الآخرين من خلال اختيار الموضوعات التي يرغب الآخر بقراءتها بنفس القوة التي تدفعنا بل وتجبرنا أحيانا على كتابتها.
أما إذا كنا نكتب بهدف شخصي بحت فهنا يغدو سؤال: “لماذا نكتب” غير ذي أهمية، لأن استمرارنا بالكتابة سيكون مرهونا بالنتائج التي نجنيها على الصعيد الشخصي (راحة نفسية، ازدياد وعي، الخ).
بالفعل غالباً لا يهتم البشر بالتجارب الشخصية للآخرين إلا إذا كان هؤلاء الآخرون قد اكتسبوا أهمية مسبقة لديهم لسبب أو لآخر. وفي نفس الوقت يتبيّن أحياناً أن كثيراً من التجارب الشخصية والدفقات الشعورية وحتى الأحلام هي في الحقيقة تجارب مشتركة بين البشر، أحياناً في تفاصيلها. وهذا ما يجعل بعض التجارب الأدبية تأخذ نصيباً من الانتشار التي لا ريب أن عواملاً أخرى مهمة تلعب دوراً فيها، أهمها التسويق الجيد أو المقبول على الأقل.
ولكن في الحقيقة فإنّ هدف الكتاب يختلف بين الرومانسيين والواقعيين؛ فالواقعيون على أنواعهم يرون بأن الكتابة ذات هدف اجتماعي وأنّ الأدب فعل التزام من الكتاب تجاه مجتمعه أو وطنه أو الإنسانية وهو بالتالي يجب أن يخاطب مشاكلهم وقضاياهم وهذا ما يعبّر عنه بالفن من أجل المجتمع. في حين أن الرومانسيين يعتنون بالفرد أكثر من الجماعة ويجدون في الفرد قيمة سامية وهو لذلك يكتب نفسه فقط: نزاعاته في وجه الجماعة التي تقهره، الحب، العاطفة، الأحلام، الرغبات…إلخ. وعبر التاريخ كان “البندول” يتحرك بين هذين القطبين.
بالطبع أنا لا أدعو إلى إهمال التجارب الشخصية أو العواطف أو التقلبات والنزاعات التي نعانيها، بل يمكنني القول إن معظم الكتب التي سحرتني كانت تتناول النفس البشرية أكثر مما تتناول المجتمع، وأرى أنها تندرج بالمناسبة تحت الأدب الملتزم والواقعي، حتى لو كانت الرومانسية تطغى عليها، لما تضيفه لنا من خبرات ضرورية. ما أريد قوله هو أن الكاتب الذي يريد أن يتطرق إلى هذه التجارب يجب أن يكون ملما بقواعد اللعبة، وذكيا بما يكفي لإقناع القارئ أنه يقدم له ما يثري تجربته الحياتية أو الشعورية. أن يجد القارئ بعض الأمور المشتركة بين ما يعيشه وما يقرؤه لا يعني أنه سيحب ما يقرأ! من عانى من الحرب لن يستمتع بالضرورة بقصة تروي أحداثه، وكذلك الحال مع من يعيش مشاعر معينة. الموضوع أكبر من ذلك! التسويق ضروري نعم، لكن التسويق الذي يُعول عليه فعلا هو تسويق الجمهور؛ فكم من كتب تٌرجمت ومنحت جوائز مهمة لم تصل إلى ما وصلت إليه كتب روج لها القراء على مواقع القراءة أو مواقع التواصل الاجتماعي. الكتاب الجيد سيجد طريقه إلى “جمهوره” عاجلا أم آجلا.
أتفق معك وأتفق كثيراً مع عبارتك الأخيرة بالتحديد.
أعتقد أن القارئ يبحث بالفعل عمن يشاركه الخيال أكثر من الذي يشاركه “الواقع” والخيال هنا يعبر عن الإمكانيات العديدة التي يختزنها الواقع والقراءات العديدة لصور الذاكرة.
فيما سبق كنت قد اعتدت على القول، عن الشعر تحديداً، أن النص يحمل كلمة وشحنة، بينما النص الخالي من التجربة والخيال فيه كلام من دون شحنة. وأن القارئ سيقرأ الشحنة مع الكلمة في النص الأول.
نعم هناك نصوص تشعر أن الكاتب وضع جزءاً من روحه فيها. الأمر لا يقتصر على الشعر وبدون هذه الشحنة ستُنسى الكتب تماما بعد قراءتها، بمعنى أنها لن تترك أثرا في نفس قارئها. طبعا هذا إذا استطاع القارئ إكمال الكتاب أصلا.