دخلنا السّنة السابعة من الحرب السّورية التي أشعلتها الثورة الإسلامية في البلاد (إسلامية بمعنى واسع تشمل على مختلف صنوف التيارات، منها التقليدي الشعبي ومنها الجهادي الإيديولوجي) وما زلنا لا نرى بوادر لنهايتها. ورغم ذلك كانت كثيرٌ من الأمور تتكشّف عبر السنوات الماضية. أحد هذه الأمور هي المشاركة القطرية والسعودية والتركية الواضحة والعلنية في إشعال الحرب الداخلية وإرسال المقاتلين والأسلحة ومختلف انواع الدّعم للمجاميع الجهادية القادمة من كل أنحاء العالم للاستيطان والقتال في سوريا.
“ما هو الذي يحدّد مستقبلها؟ شيءٌ واحدٌ فقط وهو ارتدادها عن سلوكها الحالي. فتوبتها عن تمويل الإرهاب سيخفّف نتائجه الآتية عليها لا محالة، فهي قد زرعت ولا بدّ ستحصد، إلّا أن تغيير السلوك منذ الآن سينفع في حفظ هذه الدولة لوقتٍ أطول. أمّا ما عدا ذلك فإنّ ّ دينونتها ستكون أقرب إليها من حبل الوريد!”
لم تمضِ بعد أربع سنوات على هذه السطور لنشهد ويشهد العالم تجمهر الغيوم السوداء وقطعان شركاء الإمارة الإرهابية في الإرهاب فوق وحول أراضيها ليقطعوا عنها الغذاء والدواء ويحاصروها برّاً وبحراً وجوّاً، وليطالبوا أيضاً بطرد كثيرٍ من أمراء ومنظّري الحرب والإرهاب العالمي من أراضيها (انظر هنا). قطر التي كانت من أوائل من تبرّعوا للتدخّل البرّي في سوريا باتت اليوم تستجدي تدخّلات برّية في أراضيها لحمايتها من جيرانها المتربّصين بها، أمّا أوّل الغيث فهو قرار الشريك الإرهابي التركي بالموافقة على إرسال آلاف الجنود الأتراك إلى الإمارة، مما حدا بالسلطات القطرية إلى الرّقص فرحاً وطرباً لهذا التدخل السريع ممّن لا يريدهم أن يكونوا من نصيب الحماية الإيرانية وحدها. كلّ هذا يأتي بعد تقرير مصريّ يفيد بأنّ الحرس الثوري الإيراني قد باشر بإدخال ثلّةً من جنوده لحماية القصر الأميريّ بمن فيه. ومن ناحية أخرى بدأت دول أخرى كفرنسا (وهي شريك رئيسي في تصدير الإرهاب ودعمه على المستوى الإقليمي الشرق أوسطي والعالمي) بمراجعة وضع ووجود الاستثمارات القطرية فيها، مما يهدِّد بشكل جدّي هذه الاستثمارات وحركة أموالها في القارة.
ولو اقتصر الأمر فقط على ما رأينا حتى الآن لكان هذا كافياً في إثبات نهاية قطر من الناحية العملية. هذا لا يعني بالضرورة زوالها، ولكنه يعني على الأقل انتهاء دورها الإقليمي تماماً، إمّا بحذفه من الوجود أو بانضوائه الكلي تحت الراية السعودية (في حال استسلم القطريون للإرادة السعودية ونبذوا التحدّي) وبالتالي خسارة إرادتهم وإدارتهم السياسية والعسكرية “المختلفة” (ولا أقول “المستقلة”).
هناك خياران اثنان أمام قطر في هذا الوقت، فإمّا الاستسلام لمحاصريها أو تحدّيهم. الخيار الأول يعني انتهاءها كلاعب إقليمي وعالمي، والثاني يعني إمّا انكساراً عسكرياً واقتصادياً أو انضماماً لمحور آخر ينهي دورها وهويّتها كما نعرفها اليوم. في كلّ الأحوال الزوال هو ما ينتظر الإمارة الإرهابية. وهو زوال يمهِّد لزوالات أخرى لن توفّر السّعودية أو تركيا. وإنّ الغد لناظره قريب!
قراءة واقعية ممتازة، و مقالك السابق في 2013 هو نبوة مبني على نبوات و قوانين إلهية نعيش اليوم في أيام تحققها.
من أسعد اللحظات أن نرى تحقق العدالة الإلهية يا صديقي.