بقلم فادي أبو ديب
وقيل إنّ بطرس ويعقوب ويوحنا كانوا يزرعون الحنطة على سفح الجبل الذي صار يُسمّى جبل التجلّي، وصولاً إلى القمّة. وكانت السنابل تنمو سريعاً بمجرّد صعودهم من درجة إلى أخرى. وكانوا يتعجّبون…فلمّا اكتمل الجبل ونزل الثلاثة وصارت الريح تعصف بالسنابل الصفراء الجاهزة للحصاد، خرج من الشمس لسانٌ متأجج، فاكتنزت السنابل المتمايلة الأجيج في داخلها فصارت كأنّها شموسٌ صغيرة بيضاء. عندها بدت ملابس يسوع الذي كان يجلس على القمّة بيضاء كالثلج وصار وجهه بهيّاً من مرأى الحدائق المتدرّجة كأنّها تتموّج نحو السّماء، وهتف: ألعلّ الآب يرسل إليّ فيلقين من الملائكة من أجل الحصاد الموعود!
حينئذٍ رأى بطرس ويعقوب ويوحنا ظلّين يتقدّمان من المعلّم، فعرفوا أنّهما موسى وإيليا، وكانا يتكلّمان مع المعلّم ولم يعرف الثلاثة الذين عند قاعدة الجبل ما الذي يقوله الثلاثة الذين كانوا على القمّة.
أمّا الثلاثة الذين في الأعلى فكانوا يتداولون ذهولهم، وكان المعلّم يتسلّم من صاحبيه مراسيل عالم الأشعّة المتكاثرة، ليفضّها ويضعها على البيدر مع القمح الذي بيّضته الريح والشمس ليصنع من الخبز عجباً للعقول والعيون وألواناً غريبة.