بقلم فادي أبو ديب
انطلاقاً من ديالكتيكيّة (جَدَليّة) غريبة نلاحظ بأنّ الخيال لا يخرج إلّا من مستوطني سجون هذا العالم المُشبَع بشتّى أنواع القيود والمُحرَّمات. وهكذا يُصبِح سجننا وقود خيالنا، والخيال يصبح جزءاً من وعينا، ومن طريقة إدراكنا لنفسنا وللعالم الملموس الذي يحيط بنا، والعالم الخفيّ الذي يعمل فيه. لا بل يصيرُ المشكِّل الحقيقي كلّما ابتعدنا عن متاهات العالم المعقَّدة.
الخضوع للملموس والعاديّ ليس إلّا انحداراً للحضارة الإنسانية إلى هاوية الموت والظلام الأبديّ؛ فالخيال فقط هو مُنتِج التراث الأدبيّ والروحيّ والفكريّ للإنسانية. وليست الموسيقى التي نسمح لها بحملنا إلى أكوانها الغامضة إلّا خيالاً خلّاباً احتفظت به إرادة التخيُّل الإنسانيّة الجامعة. شخصياتنا كلّها صيغت من قبل أفكارٍ ونَغَمات، أي من قِبَل مخيّلة بشرٍ آخرين. نحن إذن (ولو كان هذا التصريح مفاجئاً) نِتاجٌ خياليّ بطريقةٍ ما.
وإذا راقبنا أنفسنا بعمق، فسنجد أنّنا نعيش في الحقيقة في عالم المخيّلة، وكلّ ما نعتقد أنّه تفكيرٌ في المستقبل هو خضوعٌ للخيال، وكلّ توقٍ إلى ماضٍ…
View original post 313 كلمة أخرى
اي بس أنا كتبت عن الخيال قبل ما أقرأ هي .. مشان ما تتهمني بسرقة الفكرة 😁😁 .. 👍👍