متوجِّهٌ شرقاً!


بقلم فادي أبو ديب

(كُتبت هذه القصيدة عام 2011 كنوع من السّخرية على إثر كلمة أدلى بها وزير الخارجية السوريّ، وصرّح فيها بأنّ سوريا سوف تقاطع البلدان الغربية وتتوجّه شرقاً. ما يلي نسخة منقّحة ومحدّثة من القصيدة.)

أستودعكم يا أحبائي في العالم
فأنا “متوجّهٌ شرقاً”
لا أدري، أإلى قندهار وكراتشي…
أم إلى الشمال الكوريّ؟
أو ربما إلى بروناي
التي فيها الحسنُ ملكاً
قد بغى.. وتسلطن!
وما المهم يا إخوتي؟
المهم أنني لن أموت جوعاً وحرقاً
لا يهمهم أبداً إن متنا كلّنا
في كلّ يومٍ ظلماً وقهراً
فهلمّوا نسبِّح خلف إمام الضلال
بحمد الذي أشبعنا خبزاً وتمراً!
برأيهم أنّ طيب الوصال مع الغال والروم
لا يطعم لحماً ولا يصنع فرقاً
تحدثوا باسمي وباسم إخوتي
فنزل جفاءُ كلامهم علينا قاسياً مرّاً
وفي وسط نار عزلتنا
لم يصر اللهيب سلاماً وبرداً
ومع هذا…
أنا متوجه شرقاً!
إلى كمبوديا…عند الخمير الحمر
الذين قتلوا من شعبهم ملاييناً ثلاثة
أمام الأبصار صُرعوا نحراً وذبحاً
أو ربما إلى العم كيم وابنه وحفيده
فلعلّهم يعلموننا
في فن القمع والاستبداد درساً!

سنلتقي أيضا الملا عمر
فنعرف كيف نواجه “اليهود والنصارى”
الذين “ملؤوا الدنيا ضلالاً وكفراً”!
وفي الهند سنغتسل في الغانج العظيم
ونتخذ من النهر الغابر ربّاً وقدساً
في فارس سنصير كلنا استشهاديين
ومع جيش الإمام القادم سنقيم في القدس عرساً!
أما زلتم غير مقتنعين بالتوجه شرقاً؟
سنُصاهر كلّ الأمم
بشتونَاً وهنوداً وتُركاً وفُرساً
ومن الإندونيسيين سنتعلم كيف نتقن الإرهابَ
بدون أن نفهم من نصوص الإله حرفاً
وفي وزيرستان سنقوم الليل صلاةً للشيطان
ثم منذ الضحى وحتى تالي الأيام فجراً
نعم…سنتوجه شرقا!ً
ولكننا لن نمرّ على الجنوب الكوريّ
لأنه فاق الغرب “صليبيةً وكفراً”!
وتعامل مع بني العم سام، كبني اليابان
الذين نسوا وسامحوا
وقبّلوا “اليهود والنصارى” صبحاً وعصراً!
ولكن رغم كل ذلك
ها نحن متوجّهون شرقاً
لأن الطريق مسدودٌ
من كلّ الجهات الأخرى
شمالاً وجنوباً وغرباً!

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.