بقلم فادي أبو ديب

في عصر “البزنس مودِل” الغوغلي وسيادة الأمريكيا على العالم والعولمة و”الفَوْتحة” وكل هذا الكلام الذي يطعمنا “مياعةً” ولا يطعم خبزاً (والدليل انظروا إلى نصّي حتى الآن كم هو مخلوط ولا يُعرف له رأس من ذنب)…في عصر البزنس مودِل هذا أصبحت بعض المشاكل بلا حل تقريباً أو صعبة الحل بصورة كبيرة بنفس مقدار الـ”سوليوشنز” (الاسم الكيوت لمفردة “حلول” بالعربية).تخيل معي أن لديك منطقة خارجة عن سيطرة الدولة. ولتكن مثلاً منطقة في البادية السورية، يقوم بعض الخارجين عن القانون هناك، بتفجير خط للغاز وقطع الكهرباء عن البلاد. في زمن “طبيعيّ” تعرف مثلاً أن هذه المنطقة تابعة لعشيرة البو فهيم وأن فيها بعض التابعين للحركات المتشددة. في ذلك الزمن تعرف مثلاً أنّ أمامك حلولاً محددة وواضحة: إما أن تجرّد حملة أمنية تدكّ فيها مضارب البو فهيم إذا كانوا هم المسؤولين بشكل رسمي عن الموضوع، أو تذهب لمحادثة شيوخ العشيرة وفهم طلباتهم، لربما كانوا يريدون بعض الاهتمام أو مظلومية حقيقية قديمة تحتاج إلى حل، أو يريدون تصريفاً للغنم في سوق المدينة أو ما شابه.

وفي حالة أخرى قد يكون رجال الشيخ “أبو سبيع” هم المذنبون بسبب فتواه العوجاء، فتجرد حملة أخرى تقبض فيها على الشيخ المذكور وتأتي بغلمانه للمحاكمة، أو تطاردهم إلى “آخر ما عمّر الله”.

في الزمن الغوغلي، من الصعب أن تحلّ المشكلة لأنك تعلم أن عشيرة البوفصيح تأخذ أوامرها من السيناتور الأمريكي بغدود جوناثان المقيم في أوكلاهوما والشريك الرئيسي لتاجر الألبسة التركي عدنان بطيخ أوغلو الذي هو نفسه يفتي لجماعة أخرى متحالفة معها من عشيرة أخرى ملاصقة لها، وأن المنفذين هم جماعة من العشيرة يتبعون مدرسة الإمام ابن حنبل بحسب تفسير الشيخ جون ماكين (ط. ث)، ويترأسهم مهندس سابق في الغوغل يعمل حالياً في إيرباص (نفذ العملية في إجازته)، ومتعاقد سابقاً في المخابرات الحربية المصرية، وقد أخرج العملية المغفور له المراهق اللبناني النائب في البرلمان عقاب صقر المتحالف في مجال المطاعم مع البزنسمان السوري فرزات الطش الملقب بالجاموس الذي يعمل واجهة للّواء حمدان النسيم المعروف بين أصحابه بالبلهموطي. فمن ستحاسب؟ ومن ستطارد؟ وأي مذهب فكري أو ديني تهاجم، والقصة لها ألف رأس وألف قفا؟