بقلم فادي أبو ديب
10 أيلول 2017
إذا كانت الحياة درساً، فلماذا؟ من أجل ماذا؟وإذا كنا نعيش الحياة مرّةً فلماذا كلّ هذا العبر؟ أللسماء أم لحياة أخرى بدروس أخرى؟وإذا كانت للسماء، فما حاجتنا لها هناك ومعرفة الخير والشرّ إذ ذاك غير موجودة وبالتالي لا ضرورة للحكمة؟وإذا كانت الحياة التي نعيشها لأجل القداسة فلم تحتاجها السماء أو الله؟ أللتسبيح السماوي؟ ما حاجة الله للتسبيح؟ هل هو حاجتنا؟ بمَ نحتاجه؟هل التسبيح حالة اتحاد عقلي أم ترنيم فعلي؟ إذا كان ترنيماً فما الداعي له؟ وإذا كان اتحاداً عقلياً أفلا يحتاج إلى المحبة؟ وإذا كانت المحبة ضرورة فهي مرادف للخلاص، لأنّه-حينها- يكون الخلاص عثوراً على المحبة التي تؤدي بنا إلى التسبيح.وكيف تنسكب المحبة بلا معرفة وكيف تتأتّى المعرفة بلا فكر وبحث وجهاد، وإذا كانت كل هذه سبل الحكمة- بإضاءة الروح القدس- فكيف يكون الخلاص بالإيمان بعقيدة وليس بالخبرة المعيشة؟ هل تسكب السماء الخبرات الإنسانية بالمجّان؟ وإذا كنت تسكبها بالمجّان فلمَ لا يموت “المخلّص” فور إيمانه على اعتبار أنّ كل شيء قد انسكب فيه؟وإذا لم ينسكب فيه كلّ شيء فوراً فكيف يكون خلاصاً إذن؟ أليس الخلاص بهذا المعنى مجرّد فتح باب لا أكثر؟
الحياة فيها الكثير من الدروس لا شك، لكنها بالمجمل امتحان يجزى بعده كل حسب أعماله.
لا حاجة لله بعبادتنا التي لن تنفعه ولن تضره، بل هي حاجتنا نحن نستمد منه القوة بتواصلنا معه.
لا أؤمن بمفهوم الخلاص الذي يقضي بخلاص الإنسان بمجرد إيمانه بشيء معين مهما كان هذا الشيء أو هذه الديانة. كيف لي أن أتوقع الخلاص إذا كنت أؤمن وأؤذي وأظلم وأنشر الفساد في الأرض؟ الخلاص مرتبط بالإيمان والعمل معا.
نعم، هذا الارتباط هو الأكثر منطقية.