ما هذه المدينة
التي تختفي خلف ظهرك
يا ذا العينين الشاروبيميتين
والوجه الشمسيّ؟
أتولد بيزنطة مرتين؟
مرة يسكنها السوط والسيف
ومرةً موائد الظهيرة وفرح الحبيبات؟
ما هذه الحجارة البيض والشرفات الرحبة
التي نُقِّشت بالنبوءات وبتتمات الأغاني؟
أتولد قريتنا مرتين؟
مرة للعويل والحرقة
ومرة للشدو وعشاءات العرس؟
أين نصف وجهك المظلم؟
ها قد تلاشى
وبزغت مكان العين الباطشة
عينٌ كعين أبي
أين انضمام الشفتين؟
و”زمّة” السخط
ها قد افترّ ثغرك عن ضياء الدهر
ثم انحسرت البسمة عن مسحة الرضوان
والكتاب في يدك…
سقط
وانغلق
وتحررت كفك الحنطية
من عدّة التاريخ
لتقرع الأجراس بنفسك
وتحتفي عرائسنا كلهنّ بملمس النهار
وعودة المنتظرين