وضوح (2)


بقلم فادي أبو ديب

مفرط في اللاعقلانية
مجلسُكِ…
كجلسة على أنغام مقام عربيّ قبل صلاة الغروب
تحضر معها/معك المساءات القديمة وهيبة الوديان
وصباحات القرى البِكر والمدن العريقة
وتعود رهبة الشوارع المزدحمة والأجساد المتقاربة
حين لا تولد البسمة بين وجهين غريبين إلا لتدفن وهي بنت ساعتها

مفرط في اللاعقلانية
وهجك…
وكأنّك مررت على كل أسواق العطّارين
وعلى كل مجتمعات الصنوبر وحقول القطن
وعلى كل حواكير الجدّات ومهرجانات الحصاد
وسمعت جميع حكايات البيوت الطينية
وأخذت شيئاً وأشياء من عصبيّة الشيوخ واقتضابهم
ومن نزق الحبيبات حين يبدأ بالتحول إلى توقٍ مقيم

*

وكنت دائماً أقول لك
إنّ وجهك شديد الخصوبة
وتربتك نديّة
وطعم وجنتيك طين ومطر
وكنتِ لا تصدقينني
إلّا حين أصير أمامك شتاءً غزيراً
فيغدو منزلنا حديقة أنتِ ترابها وشجرها
وأنا سماؤها المنقشعة الغيم وفرحها القصير
*

وكنت أعرف
أنّ منزلك عندي بضع لحظات
وأنّ الزهد بك حتمية
لأنّ العقل يلده الضجر
ويفترس جسد الوقت
ها هي المدن نعشقها لحظة ونكرهها ساعات
كيف لا؟ والحميمية يلدها الفزع-
الفزع الذي يغزو القلب…
بعد سعادة يومٍ مع غريب
لا اسم له ولا عنوان

الإعلان

4 comments

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.