بقلم فادي أبو ديب

بأوتار قانونه العتيق
وأصابعه التي تلبسها الأحلام
يعدّ الطريق للفجر
يدعو الناس للوضوء
باللحن وحرارة الأزمنة المطوية.
*
يقول أن حيّا على الخيال…
فيتنبّه المستيقظون إلى بقايا الأخيلة المنسحبة
وإلى أصوات الدّهور التي انصرمت
تغيب مع قافلة الليل؛
ينهلون من شفاه الأحبة الغائبين
رحيق العود والمرّ واللبان
فتلتهي ملائكة الطريق بأريج العَجَب المنطبع على الشفاه
وتدوّن في دفاترها…
أنّ قُبلة الغُيّاب نافلة مستَحَبّة
فلا تحسب للمشتاقين إلا حسنات النوايا
ولا تقرأ في عيونهم إلا تنامي لمعة الوجد.
*
أما هو…
فيكتفي بمرأى الناس عيونهم كالعيد
وبأنفاس الرغبات الساكتة تُشعل دكانه الصغير
قنديلاً على درب المتوضئين،
لا يُنير إلا ما يكفي لرؤية العيون…
ولوصول أشعة الخرافة الطيّبة/
إلى قلوب كلّ المنفلتين في الأزقة
تحت خيمة الشَّفّق الهشّة