فيليب شيرارد: أفلاطونيٌّ سئم العيش في جمهورية أرسطو [مجلة “معابر”]


المفكّر البريطاني فيليب شيرارد والناشر دُنيز هارفي

بإمكانكم الآن قراءة مقالتي البحثية فيليب شيرارد: أفلاطونيٌّ سئم العيش في جمهورية أرسطو
تشريح البنية التحتية المعرفية وكشف الأساس الأغسطيني-الأرسطي للتنوير والحركة الإنسانوية الأوروبية

على موقع مجلة “معابر”.

مقتطف من المقالة:

“يُمعِن إذن شيرارد في التنقيب الفلسفي عن جذر التحولات اللاهوتية-الفلسفية في الغرب ليعيد بداية الفصل بين الإلهيِّ والإنسانيِّ إلى القديس أغسطينوس الذي عاش في القرنين الرابع والخامس للميلاد. فأغسطينوس (المانويُّ سابقًا والمعتنق للأفلاطونية المحدثة لاحقًا قبل اعتناقه المسيحية) الذي تحدَّث عن الاستنارة الروحية والنعمة الإلهية هو نفسه الذي بدأ مسلسل الفصل بين الله والإنسان، حين اعتبر أنَّ الإنسان في حالته الطبيعية فاسد تمامًا ولا يمكنه أن يخرج من فساده إلا عن طريق نعمة إلهية لا تُقاوَم؛ هذا المبدأ الأخير الذي صار أحد أعمدة البروتسانتية الحديثة التي خرج بها جون كالفن ثم تشدد فيها أتباعه إلى درجة أن أصبح الإنسان مخلوقًا لا حول له ولا قوَّة، ليس عاجزًا عن التقدم الروحي فحسب بل هو عاجز أيضًا عن الالتفات إلى العالم الإلهيِّ والحياة الروحية من دون نعمة إلهية خاصة تقترب من الحدث العجائبيِّ أو هي كذلك فعلاً. هذا التعليم بالفساد الكامل الناتج عما يسمى بالخطيئة الأصلية لم يعرفه الشرق المسيحي بصورة واسعة؛ فالشرق المسيحي حافظ بمستويات مختلفة على الاعتقاد ببقاء الصورة الإلهية في الإنسان، التي وإن أصابها بعض الضرر تبقى كاللوحة التي يعلوها بعض الغبار. الأهم هو أنَّ آباء الكنيسة الشرقيين لم يعتقدوا بالخطيئة الأصلية التي تعني فيما تعنيه أنَّ كل إنسان مذنبٌ نتيجة خطيئة حدثت في غابر الأزمان، بل يعتقدون أنَّ الإنسان ورث مرضًا روحيًا يعاني منه، كما يعاني بالوراثة من أمراض بيولوجية تنتقل في العائلات. فالإنسان لا يحمل “ذنبًا” جرح به “كرامة” الله أو عدالته التي باتت في مأزق تبحث عن تعويض للعدالة المفقودة أو الكرامة المهدورة(!)، كما في العديد من النظريات اللاهوتية الكلاسيكية الغربية (وخاصة نظرية أنسلم)، والتي ما تزال سائدة في العديد من المجتمعات الدينية، بل ألقت بصبغتها وتطبيقاتها حتى في بعض المجتمعات التي انسحبت منذ زمن من الحياة الدينية العمومية (الفكرة الرأسمالية الشهيرة عن مذنوبية الفقير وذنبه الشخصي في كونه فقيرًا، والمتأتية من فكرة أن الذنب هو الذي يجعل الإنسان مقطوعًا عن البركة الإلهية الروحية والمادية أحيانًا، وفكرة صكوك الغفران التي تتضمن حقيقة أنَّه لا غفران بلا ثمن يتم تسديده، على سبيل المثال لا الحصر).”

فيليب شيرارد
الإعلان

36 comments

  1. طيب برأيك أنت، ما هي الأسباب التي دفعت الغربيين بشكل عام إلى الانقلاب على المسيحية؟ هل توافقه في الأسباب التي ذكرها؟

    • في الواقع أنا لا أعتقد بوجود انقلاب “أوروبي” على المسيحية بالطريقة التعميمية التي اعتاد بعض المحافظين المسيحيين والمثقفين العرب الحديث عنها.

      لا بل كتبت هذه المقالة لأظهر أن جذور فصل الديني عن الدينوي موجودة منذ بدايات المسيحية الرومانية. هذا جزء من هويتها. لم تكن هذه الهوية واضحة من قبل بسبب المؤسسةالكنسية الشديدة التنظيم، ولكن مع ضعفها نتيجة التحولات الاقتصادية والسياسية ظهر ما في قلبها في الأصل.

      أوروبا كيان متخيل وهي متباينة جداً. في بعض المناطق كالسويد دخلت المسيحية متأخرة جداً، وأتت إلى ثقافة مختلفة ثم حدثت الثورة البروتستانتية فتغير المذهب ثم حدثت الثورة الصناعية.

      بينما في إيطاليا واليونان وصربيا وكرواتيا وشرق أوروبا المسيحية باكرة ومؤسسة للثقافة وللهوية الأممية فنجدها راسخة كالإسلام في العالم العربي حتى لو من النواحي الثقافية والشكلية لا بل تبقى حاضرة ولو تحت الرماد.

      لا يوجد أوروبا إلا كمصطلح متخيل هنا. والدين ينبغي فهمه كثقافة وروحانية في آن.

    • يعني باختصار أنا كتبت المقالة لأبين عدم وجود انقلاب. هذه فكرة متأثرة بما حدث في الثورة الفرنسية ومنتشرة بين العرب بشكل خاطئ، أولاً لأنه صودف أن معظم مثقفينا الأوائل درسوا في فرنسا، وثانياً لأن لا أحد منهم يعرف عن أعماق الفكر الكاثوليكي في الأصل 😏

    • ما يساعد أيضاً على هجر الناس للمسيحية أنه في أوروپا من المسموح للإنسان أن يسجل نفسه في الدولة بلا دين، على الأقل في معظم بلدانها. وبالتالي الدين ليس مركز الحياة لأنهم فصلوا بين الديني والدنيوي، وهذا كما بينت في المقالة نتيجة طبيعية لفصل موجود في الفكر المسيحي الغربي. فالدولة في كثير من المجتمعات الأوروپية أخذت على عاتقها تنظيم الحياة الاجتماعية للإنسان. الدولة بالمفهوم الدقيق لها غير موجودة في العالم العربي إلا جزئياً وبشكل مشوه.

    • أنا لا أقول. هو يقول 😌
      أنا لا أحكم إلا على الجماعات وحركتها، فقد أبدي رأياً في سياق سلوك معين. ولكنني لا أقدم تعاريف مصمتة جاهزة. الله أعلم ما في القلوب والعقول.
      طبعاً أرحب بأسئلتك 🙂 الأسئلة اللاهوتية الصرفة قد أجيب عنها باختصار فقط كونها جزء فقط من المقالة وهي في خدمة نظرية المعرفة، ولكن تركيز المقالة باتجاه تطور بنية المجتمع وفصل السلطات والقواعد المعرفية.
      اللاهوت يحتاج إلى فنجان قهوة، والأفضل كاسة متة 😂.

      آسف، بالأمس لم أحتمل السهر فأجلت الإجابات لليوم.

      • طيب، متى تقول عن نفسك أنك مسيحي 🙂
        أو دعني أطرح السؤال بطريقة أخرى: ما المطلوب ليصبح الشخص مسيحيا؟

      • هذان سؤالان مختلفان للغاية😂 الأول شخصي محض، والثاني له علاقة بالتعريف المؤسسي للمسيحي وما هي شروط انضمامه للكنيسة أو عالأقل معنوياً للديانة.

        المصطلحات لعبة خطيرة على فكرة ولها دلالات. في كثير من البلدان اليوم كلمة “مسيحي” قد تعني دلالة سياسية وأن فلان يصوّت في الانتخابات لليمين.

        دعيني أعطيك أمثلة إضافية:

        الأول: هل أنت مسلم؟
        الثاني:لا، مسيحي.

        الأول: صايم رمضان؟
        الثاني: لا أنا مسيحي.

        الأول: مترشح لرئاسة الجمهورية؟
        الثاني: لا، أنا مسيحي ما بيحقلي. بعدين شو شايفني أجدب أترشح ضد سيادتو🤠

        الأول: نحن، المسيحيين، لدينا عيد بعد ثلاثة أشهر.
        الثاني: ايوا ما كنت عارف. كل عام وأنت بخير.

        الأول: لماذا المسيحيون في لبنان غاضبون،؟
        الثاني: قلة عقل، الله وكيلك!

        إذن نستطيع استعمال هذا اللفظ للدلالة الاجتماعية “الثقافية” و”المذهبية”.

        ويمكن أن نستعملها للدلالة على الخصوصيات الإيمانية والفقهية.

        ويمكن استعمالها بطريقة روحية للدلالة على كل ما يظن المرء أنه قريب من روح المسيح أو روحانيته، لهذا نجد بعض اللاهوتيين القدامى يقولون عن سقراط إنه مسيحي قبل مجيء المسيح.

        هذا ينطبق أيضاً على الإسلام أيضاً وعلى غيره. نحن لا نستعمل المصطلحات بطريقة واحدة. أنا أحياناً في بعض النقاشات مع الذين لا يحبون الإسلام أسميه “مسيحية قبائل العرب” لكي أجعلهم يفكرون تجاهه بطريقة أخرى غير التي اعتادوا عليها، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الإسلام العربي الأصلي ظاهرة تاريخية لا نعرفها اليوم بعد قرون من دخول عناصر النفسية التركية والمملوكية والفارسية.

        أنا أتعامل مع تجليات المسيحية والإسلام، أي مع مسيحيات وإسلامات متعددة.
        هناك مسيحيات تتمركز حول شخصية يسوع الناصري بالذات، وأخرى حول معاني رسالته من دون فلسفات حول شخصيته وماهيته. أحاول أن أحتفظ بنظرة موسعة لأن الأمر مجال اكتشاف وبحث، فلا أغلق المسألة بتعريفات مبسطة ونهائية إلا ضمن سياقات معينة كالمحادثات أعلاه. أما تفضيلاتي الشخصية فمسألة أخرى.

        دقيقة🤔 أنت مو ساءلتيني هالسؤال من قبل؟😂

  2. صحيح، ربما يختلف الوضع في أوروبا الشرقية، لكن لبست السويد وحدها من تحولت بمعظمها تقريبا للإلحاد؛ يمكن القول أن الأمر ينطبق على دول غرب أوروبا واسكندنافيا.

    شخصيا لا أعتقد أن تحول السويد مثلا كان بسبب ثقافة الشعب المختلفة والثورة الصناعية، فالديانات بمعظمها كما تعلم بدت غريبة جدا في بداياتها ومختلفة عن ثقافة الشعوب وهذا ما دفعهم لمعاداتها، أليس صحيحا؟

    • كل بلد يحتاج إلى دراسة منفصلة. كما أن مصطلح “ديانات” قد يضللنا لأن الديانات تختلف في طريقة مأسستها. يعني في السويد بدأت نسبة الإلحاد بالارتفاع عندما صار مسموحا أن لا ينتمي الإنسان إلى دين أو بالأحرى إلى مؤسسة دينية.
      في السويد وأوروپا كل شيء ممأسس بشكل واضح ومعرف. حتى الطبيب هو كذلك فقط عمليا داخل أوقات الدوام.

      في الشرق لا نفكر بهذه الطريقة. حتى الملحد يبقى ضمن المذهب، وبعضهم يذهب إلى المعبد، ويصلي فيه 😂
      أنا جاد. نسبة اللادينية والإلحاد (إذا صدقنا القائلين به) أكثر مما نعتقد. ومع ذلك الدين هناك “جنسية”.

      في أوروپا الغربية الوضع مختلف. المسيحي هنا يعني غالباً أنه يعتقد بروحانية معينة وربما ملتزم.
      عند العرب، المسلم والمسيحي هما عضوان في العشيرة😁

      حديثاً فقط صار البعض يقولون إنهم لا دينيون مثلاً أو “مسلمون ثقافيون” و”مسيحيون ثقافياً”.

      العالم العربي مجتمع قبل حداثي ولا يصنف الأمور بطريقة الغرب، فكله صابون والكاكي تسمى مانغا😏
      هذا ليس سيئاً دائماً ربما!

  3. طبعا أرغب جدا في متابعة النقاش والسؤال عن بعض النقاط الواردة في المقالة لكن لا أريد أن أسبب لك أي إزعاج، لذا يمكنك ببساطة تجاهل الأسئلة التي لا تريد الإجابة عليها أو حتى عدم الموافقة على نشرها.

    بداية، المجتمعات الإسلامية العربية لا تساوي شيئا أمام المجتمعات الإسلامية غير العربية من ناحية العدد😏. أي أن هناك شيء ما مختلف هنا. أنا لا أنكر أن هناك بعض المسلمين هم مسلمون بالهوية فقط، لكن لا يمكن بأي حال من الأحوال القول بانقلاب على الديانة الإسلامية إذا ما أخذنا الأعداد بعين الاعتبار.

    سأعود لنقاط أخرى إذا كنت لا تمانع أو لا يزعجك ذلك.

    • في جميع أنحاء العالم الإسلامي الانسحاب من الدين ممنوع، وإذا سمحت به مؤسسات الدولة، بطش الناس بالمنسحبين. هذا أمر معروف.
      هذا طبعاً غير مسألة الجانب الفلسفي في الدين. الفلسفة جزء مكون من المسيحية الغربية والشرقية، والفلسفة المجردة جزء حاضر في الغربية منها. هذا يسمح للفقه أن يتجور إلى أشكال “غير دينية” واضحة. وهذا ذكرته في المقالة.

      في الإسلام هذا الجانب شبه غير موجود حالياً، وهو حين يوجد ليس رئيسياً. الإسلام ديانة أخلاقية. وهذا جيد. ولكنه من الصعب أن يفضي إلى تطورات سياسية وفلسفية من قلبه.
      قد يقبلها ويتقبلها بالطبع كما تقبلها في أزمنة سابقة. ولكنه يتقبلها كإضافة، وليست جزءاً منه.
      لهذا لم يستطع الإسلام التقليدي الوصول إلى جمهورية مثلاً. الجمهوريات الموجودة كلها مفروضة من الاستعمار.
      الإيرانيون وصلوا إلى شبه جمهورية، أو جمهورية معطلة. وربما باكستان فيها شيء من هذا، ولكنه نتيجة تدخل الإنكليز .

      فبالطبع هناك اختلاف كبير بين الإسلام ومسيحية الرومان واختلاف أكبر مع مسيحية الجرمان.
      المسيحية الغربية لا تنفصل عن أرسطو.

      • نعم أنا أتفق مع أن الفلسفة جزء من الديانة المسيحية، بل هي شيء لا يمكن الاستغناء عنه مطلقا بسبب طبيعة الكتاب المقدس. وأعرف أن الفلسفة لم وربما لن تكون بالنسبة للعالم الإسلامي شيئا ضروريا لا يمكن الاستغناء عنه عند الحديث عن الدين. هذا شيء يرجع لطبيعة الكتب المقدسة من وجهة نظري على الأقل.

        السؤال: ماذا قدمت الفلسفة للعالم المسيحي؟ وأنا هنا بسؤالي أعني ماذا قدمت له من حيث تأثيرها على الالتزام بالديانة أو على نفسية الفرد المسيحي، وليس على الأدب والفكر بشكل عام.

        من ناحية أخرى، لا أعتقد أبدا أن عجز المسلمين عن إقامة جمهورية له علاقة بما ذكرت؛ فالمسلمون سبق وحكموا وأذهلوا العالم لكن الحال التي آلوا إليها اليوم ناتجة أولا عن ابتعادهم عن الإسلام وعبادتهم للقبيلة والعشيرة والعادات؛ أي أني أوافقك أن الدين في كثير من الأحيان يغدو جنسية. وثانيا عن التدخلات الغربية التي لا تخفى عليك؛ فجميع حكامنا لو لاحظت هم صنيعتهم.

        لهذا أحب دائما أن أفصل بين الإسلام والمسلمين.

      • هناك مسيحيون ينبذون الفلسفة ويكتفون من دون أن يعون بالفلسفة الأولى الموجودة في العقيدة. ولكن نبذ الفلسفة يقود غالباً إلى الأصولية أو التدين البسيط. في الحالات الفردية قد يكون الأمر لا غبار عليه. الأصولية الجماعية تقود إلى دونالد ترمپ!

        الفلسفة تقدم أدوات لمعالجة النصوص. تقدم المصطلحات. حتى الإسلام في فقهه الرئيسي ليس خالياً منها تماماً. ولكن فقهه الذي انتصر في التاريخ يعطل الفلسفة بسبب غلق باب الاجتهاد في العقيدة وتفسيراتها.

        أنت محقة، نمط الحكم في الإسلام كان يناسب طبيعة ذلك العصر فحقق نجاحاً منقطع النظير، ولكن بسبب صعوبة تطوير الفكر الإسلامي نتيجة الخوف من الفلسفة أدى ذلك إلى تعطيل إمكانيات النص الإسلامي.

        قد يكون المسلمون ابتعدوا عن الإسلام، ولكن هذه عبارة عامة وفضفاضة وقد تعني أي شيء. عند المسيحيين المحافظين نسخة طبق الأصل عنها. هذه عبارة ابتكرها السياسيون والشيوخ كحجة لعدم التشخيص الحقيقي للمشكلة. المشكلة هي في عدم رغبة المؤسسة الدينية في تطوير الدراسات الإسلامية ودراسة تاريخ الإسلام بشجاعة. ما زالوا يدرسونه على ذمة الرواة والقيل والقال. هذه إساءة للدين وحصره.
        يريدون للمسلم أن يقضي نهاره في الصوم والصلاة والتعبد، وليس في دراسة تراثه وتمحيصه ونقده والتمسك بأسباب القوة فيه. الدول لا تبنى بالتقويات فقط، بل بالدراسة الجادة للأبعاد السياسية والاجتماعية للدين، ترك ما لم يعد مناسباً، وتطوير ما يناسب، من دون التقليد الأعمى للغرب. هم لا يجرؤون حتى على دراسة المعري مثلاً، ويطبعون دواوين المتنبي ناقصة لإخفاء قصائد ينتقد فيها حال الأمة وليس حتى حال الدين. اشتريت ديوانه مرة. كانت قصيدته في هجاء كافور محذوفة، فقط لأنه يهزأ من تقاعس المسلمين على النهوض.

        هذا ما فعله الأوروبيون. عدا عن بعض القوانين، معظم بنية الدولة الأوروبية الحديثة هي نتاج تفاعل مع إمكانيات المسيحية، التفاعل بالنقد والنبذ والتطوير والصقل.

        هذا ممكن في الإسلام وفيه أسباب كثيرة للنهوض وفيه معطلات. ولكن المؤسسات الدينية لا تريد، لأنهم يريدون إسلاماً لقمع الناس، إسلاماً معبدياً وكل همه من صلى ومن لم يصل، من صام ومن لم يصم، من دخل الدين ومن ترك الدين. هذه جوانب ممتازة ولكن لا يجب استعمالها لتخويف الناس أو للسيطرة عليهم. من صلى يصلي لنفعه ومن صام صام لنفسه.
        هذا دين معابد وكهنوت، وليس ديناً لتحرير الناس من الظلم والخوف.
        هذا لا يعني “حكم الشريعة”. هذه عبارة مطاطة جداً. الدول تقاد بدساتير قابلة للتغيير. والإسلام كما المسيحية قادر على إعطاء دستور قابل للتطوير، شرط أن يعرف المشرعون كيف يفرقون من القاعدة العامة والتفصيل الخاص، وشرط كف يد الفتوى لكل من هب ودب. عدا ذلك ستبقى أمريكا تحرك الدول بالهاتف. اليوم على كل حال، من الصعوبة بمكان إنشاء دولة بمعزل عن العالم وتدخلاته فنحن في عالم مفتوح. لهذا فالأمر يتطلب حكمة وليس “تناحة”. الصمود قاتل في معظم الأحيان 😂

    • ما بعرف إذا نقطتي واضحة. يعني لا يمكن المقارنة بين الطرفين. مجتمعات تنتمي إلى كوكبين مختلفين.
      في العالم الإسلامي المجتمعات تعيش بالبركة، لا يوجد إحصاءات رسمية دقيقة ولا أحد يجرؤ على القيام بإحصاءات حساسة لا في الدين ولا عن عمالة الأطفال ولا عن التحرش ولا شيء ولا حتى عدد الذين يلتزمون بالصيام. وهذا ينسحب على المسيحية العربية. كلو في الهوا سوا.
      والناس تخاف من بعضها ومن القيل والقال وتكذب على بعضها.
      وكل الناس “مؤمنين وحبابين”. طيب من أين تأتي المصائب🤔؟

      أنا لا أقول ذلك كراهية بهم. أنا أعتبره مجتمعي في النهاية، وآخذ الأمر بفكاهة أحياناً.

      شعوب عايشة بالسبحانية. بدنا نقارن بينهم وبين فنلندا بالنسب والإحصائيات؟ 😏

      من الله ما بيجوز هالحكي!😂

  4. دائما الناس يبطشون ويهزؤون ممن يخالفهم، الأمر لا يتعلق بالإسلام فقط. أما إذا كنت تلمح لموضوع الردة فيمكنك الإشارة لذلك بشكل واضح وعندها سأرد على هذه النقطة إن أردت 🙂

    خذ مثلا المغنية سينيد أوكونور التي دخلت الاسلام منذ عامين ربما، ما زلت أذكر كمية الاستهزاء التي انهالت عليها على صفحات الاخبار “السويدية” من سويديين يدعون أنهم يتقبلون ويحترمون الحرية الشخصية.

    • الناس تبطش ولكن هناك قانون يا سيدتي. يعني يستهزؤون بها طبعا وبالمخالفين، ولكنهم لن يسحلوها في الشوارع. اعمليلك طلة على باكستان مثلاً.
      طبعا أتحدث عن الردة. ولكن الأمر أبعد من الردة. المجتمعات العربية والإسلامية في غالبيتها لا تتقبل النشوز. حتى المسيحيين هناك لا يتقبلون في أغلبهم.

      أنا نقطتي ليست بالإسلام كعقيدة وفقه رسمي فقط، بل واقع الحال. تماماً كموضوع مقالتي. أتعامل مع الأمر كما هو أمامي وأحاول دراسته ودراسة أسبابه. لهذا أنا مثلا لم أقل أصلا إذا كنت أعتقد بأن المسيحية الغربية أفضل أو لا من الشرقية مثلاً.

      في الغرب الدولة تكفل بنسبة عالية على الأقل حريات الأفراد. بالشرق ماااكو. حتى لو واحد استحصل على فتوى من شيخ بجواز الارتداد سيقتله أتباع الشيخ الآخر أو تسجنه الدولة.

      أنا لا أمزح حين أقول إنهما كوكبان مختلفان. المقارنة شبه مستحيلة، لأن معنى الدين حتى عند هؤلاء غير معنى الدين عند أولئك. أي نحن لا نتكلم فعلياً عن الشيء ذاته.

    • أصلاً لا أعرف لماذا نحتاج أن نقارن هذه المقارنات “الثقيلة”.

      يعني على مستوى الطرب: هل يمكن لشخص أن يذهب إلى بلدة مشتى الحلو مثلا ويصرح بأنه لا يحب جورج وسوف بشكل علني؟🙂

      هل يمكن لشخص أن يقول بسهولة إنه لا يحب صوت فيروز أو الشاورما؟

      مجتمع مختلف جدا. الاعتقادات فيه عائلية وقبلية غالبا. وخاصة سابقاّ. السوشيال ميديا غيرت الدنيا. ومن نراه في أوروبا بدأنا نرى بداياته في العالم العربي ولكن الدول والمرجعيات الكبرى ما زالت تبطش بمن تستطيع البطش بهم.

  5. أنا لا أنكر طبعا وجود هذه الفئة التي تحدثت عنها، وأعرف أننا نعيش في كوكبين مختلفين، لكن لو ألقيت نظرة على المجتمعات العربية اليوم لوجدت أن هناك تغيير واضح وأن مواضيع كثيرة لم يكن يجرؤ أحد على الخوض فيها باتت تطرح هلى العلن وأن البعض يعلنون إلحادهم بصراحة في بلداننا دون أن يتعرض لهم أحد. المشكلة تقع حين يتنصل شخص ما من الدين ثم يبدأ بالاستهزاء، هون بيستلموه العالم.

    أحب أن أناقش الموضوع بتفصيل أكثر لكن سأجيب الآن هلى موضوع الردة وأكمل غدا إذا كان ذلك لا يزعجك.

    الأصل في الإسلام هو القناعة وأن يكون الإيمان راسخا في القلب؛ “لا إكراه في الدين” وغيرها الكثير الكثير من الآيات تببن ذلك. لكن القرآن يأمرنا فب الوقت نفسه أن نتبع الرسول محمد فيما يقول “وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول” والرسول قال: من بدل دينه فاقتلوه. فهل هناك اختلاف بين القرآن والسنة؟ الجواب لا.

    من بدل دينه فاقتلوه قيلت في الفترة التي كان فيها اليهود يقولون لبعضهم ما جاء في الآية التالية: “وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أُنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون”
    أي أنهم فعلوا ذلك لإحداث بلبلة فجاء هذا القول ردا علبهم لتخويفهم في تلك الفترة، والدليل أن بعض من ارتدوا لم يأمر الرسول بقتلهم وتركهم بحال سبيلهم.

    • لا مشكلة. كما قلت الأمر يتعلق بالواقع. أنا لا يهمني الآن الإسلام في نصوصه ولا المسيحية في نصوصها، بل يهمني نوع المجتمعات أمامنا وتطورها.
      صحيح، هذا ما قلته. المجتمعات الإسلامية تتبدل. والسوشيال ميديا أتاحت الكثير، وصار من الصعب مراقبة الجميع، مع أنهم لا يقصرون في من تقع عليه اليد. ومن يدري قد نشاهد مجتمعات كأوروبا بعد نصف قرن، من ناحية شيوع اللادينية والإلحاد. على الأقل بشكل غير رسمي.
      وأعيد التذكير أن العامل الآخر في المجتمعات العربية والإسلامية هو البنية العائلية والقبلية. هذه لها قوانين موازية للإسلام كعقيدة، وهي تنبذ وتضطهد وقد تقتل بناء على قوانينها، سواء بأمر الدين أم بغير أمره.
      هذا هو واقع الحال وهذا موضوع الملاحظة.
      الأمر متشابك، لأن الدولة تلعب دوراً كبيراً أيضاً في تحديد الدين.
      فإسلام السعودية “الرسمي” اليوم هو إسلام محمد بن سلمان. غداً الله أعلم!
      وإسلام إيران “الرسمي” هو إسلام الجمهورية الإسلامية. غداً الله أعلم!
      وإسلام سوريا “الرسمي” اليوم هو الإسلام المتحالف مع السلطة الحالية بقيادة الزعيم الأعجوبة + وزير الأوقاف وحاشيته، حيث أصدروا بالأمس قراراً بحبس ليس من يسب الدين فقط بل من يزدري الشعائر فقط (عملياً كل من ينتقد المؤسسة الدينية، الإسلامية والمسيحية، وما تفعله).😌

      ولكن على العموم، وهذه ناحية مهمة، الدين أو أي ظاهرة لا تنحسر بالانسحابات الفردية منها فحسب، بل بنشوء بُنى مجتمعية منافسة وهرميات سلطة بديلة. عدا ذلك يمكن لنخبة كهنوتية أن تفرض رؤيتها على الناس. في أوروبا ظهرت هذه البنى مع التطور التقني والأهم مع نشوء البرجوازيات والرأسمالية. وهذا نتاج عملية بطيئة وطويلة. الدين في المجتمع ليس قرآن وإنجيل وصلوات وروحانيات، بل بنية سلطة أيضاً. وحالياً هذا ما أتطرق إليه. فعندما أقول الدين كذا، أنا أتكلم فعلياً عن هذا، عن كل هذه البنية كما وصلت إلينا بكل ما فيها من الصالح والطالح.

  6. الله أخبرنا عن نفسه بوضوح تام؛فإن كنا نعلم أنه قدير فنحن نعلم أيضا أنه العدل والرحمة ووووو الخ.

    أفعل ما طلب منك! آمن واستقم! الأمر بسيط جدا لتنال رحمة الله وجنته.

  7. طيب، سؤال أخير عنجد كونو هيك هيك كل أسئلتي بتلتف عليهون وبعدين بتستغرب اني برجع بطرحون مرة تانية 😏.

    كشخص مسيحي ودارس للاهوت، وجاءك أحدهم يريد الدخول بالمسيحية، ماذا يتوجب عليه لذلك، أو كيف يصبح الشخص غير المسيحي مسيحيا.

    • 😂😂😂
      أنا لا ألتف. أنا أجيب المسيحيين بنفس الطريقة. أنا لا أرى الأمور ببساطة وأجوبة جاهزة. لهذا بعضهم يخاف مني 😁
      ولكن بالفعل في ضوء التاريخ والحاضر تسقط جميع الاختزالات.

      أنا شخصياً، ولأنني أحاول أن لا ألعب بالكشتبان الديني وأستغل الناس و”أكسب دخلاء للدين أصنع منهم أولاداً لجهنم”، سأطلب منه أن يقرأ الإنجيل ويخبرني ماذا فهم.
      إذا كان يريد اعتناق المسيحية انتقاماً من دين آخر سأرسله إلى رجل دين وهني يتفقوا ببعض.
      بالنسبة لي لا يهمني زيادة عدد المسيحيين. اللي عنا ما عم نعرف كيف نعملهم عاقلين الله وكيلك!
      أنا إذا وجدت شخصاً يريد أن يتعمق في فهم العالم والناس بطريقة تنم عن محبة للخير هذا يكفيني. إذا كان يرى في المسيح مثلاً أعلى للخير ولاتحاد الإنساني بالإلعي، المحدود باللامحدود، فهذا يعني أنه مسيحي حتى لو لم يدرك أو لم يسمه كذلك.

      الأسماء وقتية وزائلة.

      • طبعا العدد ليس دلالة على شيء، بالعكس بعض المنسوبين إلى الإسلام يشوهون الإسلام وخروجهم ربما يكون أكثر فائدة لهذا الدين والله أعلم 😅.

        أحترم دعوتك للخير والمحبة لكن مع الأسف هذه الدعوة يجب أن ترتبط بقوانين إلهية وإلا لأصبحت فضفاضة جدا وانقلبت على نفسها.

      • طبعاً. ملاحظتك صائبة، فأي شيء قد ينقلب للضد تماماً. أنا أقرأ كتاباً الآن يذكر هذه الفكرة تحديداً.
        القوانين ضرورية، ولا خلاف على ذلك. الفرق فقط هو في هل أرى في القوانين مشعلاً على الدرب، أم الدرب نفسه. هل هي خلاصي أم هي تساعدني.
        وهذه مسألة تشكل أكبر تحد للدين، بما في ذلك المسيحية التي تقول إنها تجاوزت الشريعة.
        كل مذهب فيه عناصر ثورية وجديدة وعناصر من العقلية القديمة، أي فيه تضارب وعدم انسجام، رغم كل المحاولات الفقهية الجبارة لتأويل هذه التضاربات.
        أنا أرى أن هذا أمر طببعي، لأن الأديان رغم جوهرها الفوق إنساني تحمل أيضاً سماتنا كبشر وحاجاتنا وتقلباتنا. وحتى لو لم تحمل في ذاتها التضارب، سنراها نحن كذلك لأننا بشر.

        نحن واقعيا وعمليا نملك قراءاتنا للدين أو قراءات ورثناها. هذا ليس سيئاً حين ندركه ونعيه، بل على العكس.

    • أنت بدك تعاريف واضحة تحل مشاكل العالم. أحترم هذا التوق فله دلالات حلوة.
      بس ما في حلول نهائية للإنسان ضمن نطاق التاريخ. مع ذلك لا نيأس من فاعلية الصلاح والخير ومن فعل ما يجب. هذه جزء من مهمتنا كبشر على صورة الله.
      نرجو ونأمل أن يتدخل الإلهي في نطاق التاريخ والزمن ويحوله إلى غير ما هو.🙂

  8. نعم مؤسساتنا الدينية بحاجة إلى “نفض” هذا لا خلاف عليه. هم لم يفهموا الإسلام ولا يريدون ذلك وأكثر من ذلك بعض جمعيات تحفيظ القرآن تمنع تفسيره! يريدون ببغاوات ويريدون حصر فهم الدين بفئة معينة كما حدث مع المسيحية فيما مضى.

    أنا حين أقصد الابتعاد عن الإسلام لا أقصد أبدا شخصا لا يصلي ولا يصوم، فالدين أوسع من ذلك بكثير. القرآن لم يترك تفصيلا صغيرا في حياة الإنسان لم يبحث فيه، وبالمناسبة وجدت الفلسفة أصلا لتجيب على أسئلة الإنسان الوجودية التي يجيب القرآن عليها، لذلك لا تجد اليوم لها في العالم المادي المتجه والمشجع للإلحاد صدى كبيرا لأن وجود الإنسان وهدفه في الحياة بات الحياة نفسها، لذا نجد قانون الغاب بدأ يسيطر على العالم (أذكر بحرب الكمامات من جديد والقادم أكثر رعبا😅)

    أنا حين أقصد ابتعدنا عن الإسلام أقصد بذلك انتشار الرشوة والفساد والكذب والغيبة والحسد والتكبر وغير ذلك، فكما تعلم العبادات التي نقوم بها هي شيء بين العبد وربه لكن لها انعكاس بشكل أو بآخر على حياة الإنسان.
    أعطيك مثالا: الشخص الذي يمتنع عن الطعام والشراب في رمضان سيكون أقوى في الامتناع عن المحرمات الأخرى (وأنا هنا أقول أقوى ولا أقول أنه يمتنع تماما ودائما) والشخص الذي يزكي من ماله سيكف يديه عن ااسرقة والرشوة وغير ذلك، الخ.

    وفي الحديث دخلت امرأة النار بسبب قطة وغُفر لبغي لأنها سقت كلبا. الدين رحمة وأخلاق وحكمة وعدل وأشياء أخرى كثيرة.

    • نعم، أتفق معك. لا خلاف. التقويات والعبادات والتأملات جزء مهم من حياة الإنسان وحياة الجماعة.
      ولكن الدول لكي تبنى تحتاج إلى أكثر من ذلك، وخاصة اليوم. في السابق لم نكن نحتاج لمؤسسات. اليوم لا غنى عنها.
      والمؤسسات لا تبنى على ثوابت: ربما بعض الثوابت العامة فقط، بل على التغيير بحسب الحاجة.
      لذلك قلت إن من يقول أن كذا هو الحل أو الإسلام أو القرآن هو يستعمل عبارات فضفاضة، في حال أحسنّا النية، أو يقوم “ببلف” البشر إذا أسأنا به النية.

      اليوم بالطبع الإنسانيات تعاني والفلسفة تنحط والأدب الحقيقي ينحسر حتى في الجامعات، بسبب التطور التقني غير المتوقع وغير المسبوق.

      لهذا كنت أقول نحتاج إلى جديد، لا يمكن أن نقاد فقط بما يحدث، والعودة للماضي مستحيلة لعدة أسباب. نحتاج إلى استلهام روح الماضي في بناء شيء جديد وإلا سنُفنى. الله أعلم ما هو القادم. ولكن كما كل شيء من الصعب إيجاد تعاريف نظرية واضحة، فليس كل التطورات اليوم سيئة وليست كلها جيدة؛ فالفوضى نفسها سمحت للمستضعفين قدرة إيصال صوتهم. هذا كان مستحيلاً في السابق. لهذا يجب ربما أن نلتفت إلى جدلية النقائض، فالشيء يعرف بضده. وطريقة التفكير القديمة لا تساعد الآن حتى لو شعرنا بالحنين إليها.

  9. “كل مذهب فيه عناصر ثورية وجديدة وعناصر من العقلية القديمة، أي فيه تضارب وعدم انسجام، رغم كل المحاولات الفقهية الجبارة لتأويل هذه التضاربات”

    أمثلة لو سمحت 🙂

    • هل قرأت مثلاً متن العقيدة الطحاوية؟
      وصف مشيئة الله بالإطلاقية مثلا قد يخلخل كل قيم الدين، لأن الله قد يدخل المؤمن النار “إذا شاء”.
      التضارب ينشأ عن محاولتنا الحديث عندما يفوق قدرتنا على التصور، وحتى ونحن نحاول إيقاف الحديث وحده للدفاع عن غيبية الله قد نرتكب التضارب.

      • لم أقرأه، لكن قرأت خزعبلات مشابهة 🙂

        دائما الاجتزاء يقود إلى مثل هذا “الهبل”

        “ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما”

        طبعا لا أستغرب هذا فلدينا نقص كبير جدا في فهم الدين، بل وبعضهم لا يريد أن يفهم ويكتفي بما نسميه “إيمان العجائز” الذي ربما يكون جيدا للشخص نفسه لكن له نتائج كارثية في زمننا الحالي حيث الأسئلة تنهال من كل حدب وصوب ويتوجب عليك دائما البحث للإجابة على أسئلة أطفالك ومن هم حولك.

        أملي في أن هذا الانفتاح سيكون خطوة في طريق الإيمان الصحيح المبني عىى الفهم والمؤدي ربما إلى تطبيق صحيح وعالم أفضل.

      • هذا مش هبل على فكرة 😂 وليس في الإسلام وحده.
        الدين كظاهرة احتماعية قامت على الفقه وعلم الكلام. وهذه أسئلة لا بد منها لأي راغب بالدراسة، لأنها منطقية. الطحاويون لا يقولون إن الله سيضع المؤمن في النار، ولكن إذا كان الله كلي المشيئة فهذا يعني أنه يفعل ما يشاء حرفياً، ولا يمكن لقانون أن يحده.

        هنا تأتي عبارة “ليس كمثله شيء” لتريحنا من هذه المعضلة، فنحن لا يجب أن نعرف الله. ولكن إذا كان ليس كمثله شيء فكيف نقول إنه رحيم؟ بلكي رحمتو غير الرحمة اللي نحنا منفهما؟
        هذه نقاشات طبيعية بين الأشاعرة والمعتزلة وغيرهم. إيمان العجائز يحمي أحياناً من هذه الأسئلة التي سيصل إليها عاجلاً أي دارس للدين. ولهذا عنصر “التسليم” في الدين ضروري إلى حدود معينة. وهذا أساس الإيمان. من يريد أن يمنطق الدين كلياً سيحصد النتائج. المتصوف غير مضطر للدخول في هذه الأمور لأنه يعترف بقصور اللغة.
        وأنا لا أستقصد الإسلام. هذا يمكن العثور عليه أينما كان.
        على فكرة، إنت طلبت أمثلة. ذنبك مو ذنبي 😁 أنا فقط كنت أود القول إن التضارب طبيعي لأننا بشر. وعملنا أن نعيه من دون أن ننبذ الدين كله.

  10. 🤣🤣🤣 أنا طلبت أمثلة طبعا والسؤال حق ومشروع للجميع لكن الأسئلة أنواع 😏😌.

    الموضوع بسيط جدا؛ أولا الله كلي القدرة طبعا لا خلاف على ذلك فهو فاطر السماوات والأرض وخالق البشر والحجر وعالم الغيب وما تخفي الأنفس. وهو أيضا ليس كمثله شيء، فلم يسبق ولن يكون أن يتصف أحد بصفاته أو يصل لقدرته أحد.

    وهو رحيم يغفر الخطأ والزلة ويجيب الدعاء، وعادل لا يظلم الناس أعمالهم وووو

    كل صفات الله لا تناقض بعضها البعض. لكن اتفق معك في أن البعض يحب أن يفلسف ويصعب على الإنسان حتى الأمور الواضحة البسيطة.

    القرآن يأمر بالتفكر وأنا فعلا أرحب بأي مثال وأي سؤال يُطرح، فإن عرفت جوابه أجبت وإن لم أعرف بحثت. نحن نموت ونحن نبحث ونتعلم، فطريق العلم طويل ومتجدد كما تعلم.

    • طبعاً السؤال حق مشروع. لا خلاف.😂

      وأعتقد أن لدي حلول مؤقتة على الأقل لبعض هذه التضاربات، ولكنها تبقى حلولاً تأويلية يمكن أن تخلق بنفسها تضاربات أخرى.
      نحل مشكلة من هنا فنقع بأخرى من هناك.

      بصراحة، هذه ليست بمشكلة كبيرة للباحثين ممن لا يملكون مشكلة كبيرة مع النهايات المفتوحة والحلول المعلقة. ولكن المؤسسات الدينية لا تتسامح كثيراً مع هذه الأمور، لأن المؤسسات والشعوب الدينية والقبائل تُقاد باليقينيات وليس بالبحث والتفكر والنهايات المفتوحة.
      كيف يمكن أن نقود شعباً نحو حرب مثلاً ونحن نشجع غلى التفكر؟ لا يمكن. كثيرو التفكر والتساؤل بالعموم غير مرغوبين في المؤسسات الإيمانية. ليس بالضرورة أن يُطردوا ولكن يُنظر إليهم بحيرة أو قلق وأحياناً بخوف.

      أنا تعلمت أن لا أخاف من النهايات المفتوحة، ربما لأنني ضمنياً أشعر بالثقة بأن وراء هذا الغيمة ما وراءها، وأن العقل المتسائل هو مجرد طبقة من طبقات النفس.

  11. ” فقط كنت أود القول إن التضارب طبيعي لأننا بشر”

    طبعا أي عمل بشري يحتمل الخطأ والتناقض أحيانا، لكن كمسلمة أؤمن أن القرآن كتاب الله وأنه لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. لكن هذا لا يمنع أن أتفكر فيه وأن تلامسني الآية ذاتها بطرق مختلفة في كل مرة.

    أشكرك جدا على وقتك وعلى رحابة صدرك وأدعو لي ولك ولكل باحث بالوصول إلى الحق واتباعه والثبات عليه، إذا ما عندك مانع يعني إني أشملك بالدعاء 🙂

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.