بقلم فادي أبو ديب
من “جنين الغرائبية” (كتاب خوابي- مدى حالياً)، 2014
ومضات غير أدبية
ھل میلي إلى السّكوت والصّمت علامة على الخمود النفسيّ أم على التوھّج الروحيّ . لا أدري! ولكن ما أعرفه ھو أنّه تأتي ساعاتٌ لا أرید أن أنظر فیھا إلى أيّ لونٍ أو تركیب جسمانيّ .
حتى ھذا النصّ أكتبه من دون أن أنظر إلى الكلمات.
أدفن بَصَري في منظر أصابعي التي تكتب، ومن دون تركیز قويّ كي لا أتشتّت عن الصورة الداخلیة. یطغى اللون الجوّانيّ أحیاناً على كلّیّتي فتنازع روحي، وتضجر من مسكنھا الأرضي وتنطلق إلى عالم اللّوْن الذي لا یوصف .
أشجارٌ في أجواءٍ مشمسة…الضوء لیس كالشمس التي نعرفھا كلّنا.اللیل أكثر سحراً وغرابةً…أكثر صمتاً…أوضح نطقاً. ھناك لون أزرقٌ كحليّ مع میاهٍ في الأرجاء. السّواد لیس سواداً…لیس قبیحاً ولا كئیباً…المنظر طبیعيٌّ جمیل من دون تفاصیل واضحة، لأنّ الصورة داخلیة تطغى على التفاصیل الخارجیة. إن كان ھنالك بیوت فھي لیست كالبیوت…الزیتون زیتون الله…الأشواك أشواك الجنّة…حتى الغار والعلّیق ھما جزء من مشھد معنويّ لا یمكن أن یوصَف. البرتقاليّ مصفرّ أوبالعكس…لیس شدیداً في أيٍّ من عنصریه. الوادي كوادي الأرواح الطفوليّ …الذي اسمه لا یعرفه إلّا أنا..و.لكنه لایصل إلى البحر العظیم…البحر یصل إلى أطراف القریة الجبلیّة في أزمنة معیّنة…لیس كالبحر الذي نعرفه، بل بحر من طبیعة خاصّة…ضبابيّ …رائق سماويّ …العلاقة بین ھذه العناصر الثلاثة غیر ممكنة التخیّل….أساسه ھو الرّماديّ المغلّف بالأحلام ومع حضور بشريّ بھیج وفرح…كأن كلّ البشریّةفرحة على الضفاف من دون أن تظھر أیّة وجوه…ا
الألوان الكوكبیة والنشاط الفضائيّ حاضران من دون إمكانیة للتصوّر. السّماء والبحر من نفس اللون…ھما وحدة لاتتجزأ…عنصرھا الأول فضاء احتفاليّ والثاني میاهٌ كلّانیّةالسّرّیّة. الوادي والبحر متلازمان. لا أعرف لماذا!
أجواء البیوت ینبغي أن تكون سماویة…لا ھي صامتة تماماً…ولا ھي مسكونة بالضجیج المدینيّ أو بالقرویّة الفجّة. حالة غیر معلومة ولكنھا مكتَنَھة آنیاً… ومضیاً…أیّة محاولة لإطالة الومضة تجعل الصّورة تتشوّش، وقد تتخرّب كلّیّاً… أیّةمحاولة لشرحھا مصیرھا تدمیر الصورة. لا یجب أن یُصرَف أكثر من زمن ومضة لاستدراك الصورة .اللیل یدوم ولكنه متجدِّد….یجب على النھار واللیل أن یتناوبا على ألّا یفقدا أبدیّتھما. التصوّر مجھول..لا یُشرَح…زمنه ومضة.
العطر یاسمین مختلط بخشبٍ یحترق كأنّ قریةً ما تحتفل بعید قدّیس قدیم…والنباتات اللیلیة المجھولة تسافر بروائحھا مع الرّیاح.
18 تشرین الأول 2014
غالبا الأشخاص الخياليين بيميلوا للصمت والتأمل وبيحبوا يقضوا وقت لحالون بين وقت والتاني.
ظاهرة طبيعية ومعروفة يعني 🙂
ايواااا…انحلت 😌
أنا لو عارف هيك كنت من وقتها بعتلك السؤال وما تعذبت بالنص 😂
بس الدنيا حظوظ يعني
لا، كتابة النص كانت ضرورية جدا لأنها تفريغ للطاقة الداخلية الناتجة عن التأمل 😌
اقتنعت بشدة 😌
Enjoying the silence is a fundamental part of our living, that makes us more conscious and aware of the power of our spoken or written words, and once we make a space to speak what exists, we no longer have to wonder about what left unsaid. Very poetic post by the way and I totally relate to those impuls of silence, and I guess you might find Carl Jung’s theory of arcthtype quite interesting, as it explains the individual’s blast of energy, expressing one’s mind and talking is included. Best wishes
Thank you very much for reading and for your enriching comment. Silence is indeed very powerful and sometimes it is full of wonders. Accompanied with music- different types of it- can even be literally magical. Through it we can sometimes re-live experiences and go deep into them, rediscovering aspects that were hitherto hidden or closed.
I’m really interested in Jung’s theory and expositions of the archetypes. In fact, his insights have been very illuminating to me for many years.
I wrote about him. You can find my article on this website.
Best regards!