بقلم فادي أبو ديب

(١)
في الخارج…
الغابة تتحرّك في اتجاهنا
تسير على عجلات العاصفة
وفي بطنها بحرٌ
تسوق أمامها حجرتنا بشباكها العريض
المفتوح على السحاب الرماديّ المستعجِل
في اتجاه بحيرة…
تمتد خلف حدود الظلام
الذي لا يزور أيامنا الشمالية الباردة
وكأننا لن نصل…
بل سنبقى بين يدي العاصفة
تؤرجحنا حتى ننام بين أشباح الغسق
(٢)
هرّ
يمسّد ظهري بأطراف مخالبه
فأعود مستعجلاً من شاطئ الإسكندرية
حيث يبيعون المتساقط من النجوم
في زجاجات مزخرفة
إلى حيث تمور العاصفة
وتكاد تخنق “كرز الطيور”
وهي نائمة في الفجر الغسق.
يا ولد…
أتعيدني من طرف الكوكب
لأفتح لك بابي المخلَّع؟!
(٣)
لا عاصفة الآن
ويا ليتها بقيت
تشعل الغابة هديراً
ينتشر موج الرغبة/الرهبة في هشيم الملل
فتستفيق في صدري وحوش البحر
وتقفز في الخضمّ.
في كرة الهواء السائل
داخل محيط الصوت المتفجر
أصير غزالاً يقبع باطمئنان
ينتظر أن تلتئم البرية القديمة حوله
وتصير مرمحاً هائلاً يتمدد صوب الأفق
بحراً من المياه الكحلية تحت سماء زرقاء عاتمة
(٤)
خرجت اليوم لأبحث عن العاصفة
فوجدت الشمس قد أكلتها
وتركت بقاياها النارية على شجر الغابة
وفي الهواء أثر من زبد الموج الفضّيّ.
كم تمنيت لو وقف في طريقي
في وسط هذا الصفاء
أرنبٌ وديع
ليقول لي بعينيه المدورتين
وفمه الطفليّ
إنه يحبّني للغاية