لا اعرف لماذا تستأثر الصورة بحواسي:
شريطٌ من الضوء يمتدّ من طرف مبسمك إلى طرف الأذن، في عتمة الحافلة…وأنت تتفرّسين في وجهي…أو هكذا ظننت…
كأنّ وجهك بابٌ لكلّ تلك المدن التي نمرّ عليها سريعاً، ونشعر بأننا نسكنها عميقاً حتى من دون أن نتوقف فيها… فقط لأنّها على هذا الطريق الذي نحبّ.
تشيحين بوجهك وتتملّين المشاهد التي تمرّ خاطفةً عبر النافذة..فيرتدّ عنك الضوء الذي لم أفلح حتى هذه اللحظة في التكهّن بمصدره، وتدخلين في العتمة قليلاً…وعلى طرف ثغرك علامة، أنّ شيئاً ما يفرحك للغاية ولا تقولين ما هو.
ولكنني أعرف
فأهدأ جداً
وأستسلم لشواش السَّفَر، المستمرّ كموجٍ منتظم.