بقلم فادي أبو ديب

أخاف أن أكون مثل ربيع الشّمال
أن تأتي العاصفة/
والزَّهر لمّا يعِ نفسه-
ناقوساً يضجّ في فصلٍ جديد
أن يهطل المَطَر هكذا بلا سبب
فقط لكي يمزج الضياء بنكهة الزَّمهرير
ويضع السّكين على أعناق عابري السبيل
أخاف أن أكون وعداً
يُحنَثُ بي
لا لشيء…إلّا لأنّ مزاج الزَّمن سيئ
والملائكة مشغولة بمديح القادة
لا وقت عندها لقراءة الرسائل الطويلة
أخاف أن أصير مثل فصول الشّمال
أسرق أعمار الناس
ولا أعطيهم بدلاً عنها خبزاً
إلا رغيفاً واحداً بعد كلّ جوع ماحق
أخاف أن أكون مثل ربيع الشمال
ينتظره الناس طويلا جدا،
ثم يجيء ويذهب بالطريقة ذاتها،
دون أن يخلف دهشة أو أسئلة
/دون أن يكترث لمغادرته أحد/
أن يهطل المَطَر هكذا بلا سبب
فقط ليوهمني أن هناك من يبكي
لاقتراب رحيلي.
***
أخاف أن أكون وعداً
يُحنَثُ بي
لا لشيء، إلا لأن ربيع الجنوب يسبق،
ولا يلاحظون الفرق بيني وبينه!
***
أخاف أن أصير مثل فصول الشّمال،
متقلبة وبربرية…
أسرق أعمار الناس…
فقط لأمنعهم عن الجنوب!
لا أخاف أن تصيري بربرية هكذا مثل الفصول
لعلّك تطعنين خاصرة الشمال
وتقيمين للجنوب مملكة صغيرة
ولو كانت رسماً على بخار النوافذ
🌀🌫️