بقلم فادي أبو ديب
بلدتنا كانت سفينةً عملاقة
تبحر بهدوء حول جبل تسيل بين شعابه الشمس
في انتظار أن تفتح القرية المتسلّقة أبوابها وشرفاتها
ويقول القائلون ألقوا المرساة وتعالوا…
إلى يوم عُطلة طويل
إلى كنعان جديدةٍ مُضيئة
يا أبناء الحجارة البيضاء وملكوت الغروب الطويل!
كانت شمساً صغيرة نسكنها
تدور حول شمسٍ أكبر وأقل ازدحاماً
وكنّا ننتظرُ أن ننفلتَ من مسكننا الصغير
ونركض كلّنا معاً
نتسلّق أزقتها الضوئية المتصاعدة
نُغرِق الأراضي المتدرّجة الدافئة بأقدامنا
وننتظر فطوراً صاخباً
بين كتفي الله
وأمام عينيه الزيتونيّتين ووجهه المُكتفي.
كنّا مجرّد أصوات
كنّا مجرّد أصوات لا يسمعها العالم
كنّا مجرّد خيالات ناطقة
كنّا مجرّد خيالات لا يراها الناس
كنّا عشيرة تنتظر ثامن الأيام
بين أمواج قبائل الأيام السبعة
كنّا صوراً تصوّرناها أو حلماً في منام ملاك مهجور
ولكننا كنّا أيضاً حقيقةً
وكان وجه الله آنذاك جميلاً جداً
حتى في أقسى ساعاته بيننا
وحتى في أوج غيابه.