بقلم فادي أبو ديب
(8 آب 2021)

أنا أيضاً كنت أريد
أن يتأمل جميع البشر خبايا الطبيعة
وأن تتملكهم أساطيرها
وكنت أريد أن تصير جميع العقول
معبداً كبيراً للنار والهواء والألوان الغريبة.
وأنا أيضاً كنت أظن
أنّ كل النساء
يجب أن يصغين
إلى نداء الغيم وليس إلى رائحة التراب
وأن يثملن بالشعر ويغرقن في الأحلام
ويودعنَ في مغاوري كنوزهنّ الأثيرة.
وأنا أيضاً، أيها الماغوط
كنت أريد عالماً يصغي كل ساكنيه للشعر
أو يعملون به
وكنت أؤمن بتميمة القصيدة
وبلقاء مع حبيبتي في منتصف الطريق إلى سمرقند
وبألف “سمرنار” (*)
وبأخلاط التوابل السحرية
وعوالم السندباد.
وكنتُ أريد مدناً شوارعها مبنيّة بالحجارة والمنامات
حيث الناس لا تكبُر
والأجساد نصفها لحم ودم ونصفها الآخر أحجية للمتعجّبين.
ولكن صبري نفد
فخلعت باكراً جبّة الكهنوت
ورحت أطارد بنفسي أفواج الملائكة
لأستنطقها عن مصير العالم
وأسألها عن أبواب طروادة الجديدة
عسى أن أقنعها
أن أفتح لها الأبواب
فتأتي وتغزو العالم
وتنقذه…
من مصيره النثريّ الأسود
(*)ديوان للشاعر السوري الراحل سليمان عواد ذكره الماغوط في نصه “سليمان عواد” الذي استوحيت منه هذا النص.
[…] برقية إلى محمد الماغوط […]