بقلم فادي أبو ديب

أتوارى من وجه الزمن القاسي
أغور في غابة الرأس الماضي نحو عمق النهر الأفعواني
في جزيرة الظلال العسلية لشجر البتولا.
أتملى حبات السوسن السامة
وأقول ها هي مصابيح الغابة
تضيء الزوايا الخبيئة
وتذكر بالجريمة المتواصلة:
أنّ خنجر الغدر حاضرٌ حتى في الغرف الحصينة.
ولكنني لا أكترث
فأنا متيّم جداً
بالكثافة التي تصدّ الخريف
وبالدرب الآخذ بالارتفاع هرباً من حصار الماء
وبتعرجات الدرب الترابي الضيّق
فوق هذا السنام الصخريّ الظليل
وصوت من هناك يلحّ بالسؤال:
أليست هذه زخرفة استوائية
في صالة بيت تعرفه
من أيام الزمن الطريّ؟
ألعلك ستخرج الآن من عتمة الممرات
إلى ضوء الشرفة المشمسة
وأنت تمضغ خبزاً ساخناً أو عجينَ لوزٍ محلّى
خلسةً قبل موعد الغداء؟
ألعلّك تتجه نحو المنتظرين على المائدة
بضجيجهم الشهيّ
وغبطتهم الدائمة؟