أيام حلب (2- أبو رزّوق)


بقلم فادي أبو ديب

في السنة الرابعة من إقامتي في حلب انتقلت للسكن في أحد الأحياء الأكثر قربًا من قلب المدينة النابض بالحياة. مللتُ حيَّ الكواكبي الشديد الهدوء وجوَّه السكنيَّ المحض وقررت أن أعيش المدينة كما هي، حتى لو كلَّف الأمر السكن في أحياء أقدم وأقل نظافةً وجمالاً معماريًا وأكثر ازدحامًا.

في هذه السنة تعرَّفت على أمين؛ تعرَّفت عليه عن طريق صديق آخر في مقهى كان فريدًا من نوعه في ذلك الوقت، حيث يحتوي على مكتبة للمطالعة ويمكن للزائر أن يقضي فيه اليوم كله لقاء شراء بعض “السناكات” المرتفعة الثمن. كان أمين مديد القامة يكبرني بنحو ستة أعوام، أما طبعه فكان اجتماعيًا جدًا… ينسج العلاقات مع الناس بسرعة كبيرة. وهذا بالضبط ما كنت أحتاجه في المدينة حينها. كان أمين شديد الولع أيضًا بالأفكار الكبرى والغريبة، ولكنه في ذات الوقت لم يكن مولعًا بقراءة الكتب والتوسُّع في الأفكار، ولهذا فقد كان دائم الانفعال، انفجاريّ الطروحات، سريع التعلُّق بأفكار معينة لا تنسجم مع بعضها أكثر الأحيان، سريعًا في نبذها والتشهير بها وبأصحابها، من غير النادر أن يندفع إلى إلقاء خطب نارية حالمة على محدِّثيه (أو بالأحرى الصامتين المستمعين إليه!)، غالبًا ما ينهيها بقهقهة عالية وحماسة شديدة تدفعه إلى فرك كفَّيه ببعضهما وكأنَّه حصل على جائزة عظيمة للتوّ. هذه الخصيصة السلبية في نظر بعض الناس، كانت هي الشيء الذي كان يجعله قادرًا على التعرُّف على الناس بسرعة فائقة وإقامة الأواصر مع البشر من مختلف الأعمار والمشارب والطباع.

لقراءة كامل النص يرجى النفر هنا للدخول إلى “مجلة معابر”.

اقرؤوا أيضاً:

أيام حلب (1- استشارة موسيقية)

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.