بقلم فادي أبو ديب
أطارد خواتم شعرك المغيبيّ
بين حدائق المنازل المتجاورة التي لا تنتهي.
أمدينة في الجنّة…هذه…أم في الجحيم؟
تقولين لي إنّ كل المنازل لك…
ولي أيضاً
لكنني فتشت كل حجراتها الغرائبية
لم أعثر لك على أثر
ولا مكان لي.
*
لا أراك إلّا وأنت تجرين بين الشَّجَر الغامق
وبين شجيرات الزهر الملوّن بكل درجات الأزرق.
كلّ بيوتك الفارغة دهشة محضة
كلّها برائحة السنين القديمة أو التي لم تأت بعد
ولكنك لست هنا
لأعتبر أنّها عطر أٌلفة وبشرى حصاد.
*
أتخيّل أن أدخل مرّة فأراك تحصدين محصول الزعتر
وأقول بعتب “أين كنت؟”
فترمين عليّ خصلة خضراء
تبتسمين بدهاء لطيف
وكأنك تقولين “ما دخلك!”
أمسك بكمّك الفضفاض…يا سيّدة المناوشات
فتنفضينه من يدي
تركضين…تختفين
تغلقين نافذني الوامضة المطلّة على شرفات الفردوس.
ما بها تبقى مغلقة هكذا؟
ألعلّها جدار…وعيناي المناميّتان تريانها شبّاكاً؟
*
فليخسأ السؤال…
السؤال السؤال لا إجابة له
الإجابات كلّها مخبوءة في شعرك القمريّ
المنسرب بين أدغال الأماني
نهراً في عالم سفليّ
لا مكان له في عالم النهار
ولن يمرّ أبدأ بجانب الأفنية الرّخامية الفسيحة.