فلاديمير سولوفيوف: ازدواجية المعتقد السياسي الرّوسي


بقلم فادي أبو ديب

صفحة من المقالة الواردة ضمن المجلد السابع من الأعمال الكاملة، إصدار سان بطرسبورغ عام 1899

في مقالته “البيزنطانية وروسيا” Vizantizm’ i Rossiia يتحدث الفيلسوف الروسي ڤلاديمير سولوڤيوف عام ١٨٩٦ عن العقلية التي قادت بيزنطة إلى الخراب برأيه، وهي ازدواجية مؤلفة من الإعلان المسيحي والسلوك البربري. وفي معرض تصويره لعقلية السلطنة الروسية الأولى على زمن إيڤان الرهيب (إيڤان غروزني) يقول إن الشعب الروسي مصاب بازدواجية في الاعتقاد السياسي؛ فهو من ناحية يعتقد بمسيحية القديس ڤلاديمير وسيرة دولته المسيحية، ومن ناحية أخرى يؤمن بالبطش الروماني والقوة الساحقة التي ثبّتها أيضاً في سلوكه الاحتلال التتاري الطويل لموسكو.

والطريف أن سولوڤيوف يشير في هذا السياق إلى أسطورة بيزنطية انتقلت إلى روسيا، ولا يوجد نسخة مكتوبة عنها في اللغة اليونانية البيزنطية، تفيد بأن السلطان الموسكوڤي الروسي ورث سلطنته وشرعيتها من نبوخذنصر، وهو “المسيح” الوثني بحسب تعبير سولوڤيوف. والسؤال هنا بالنسبة للفيلسوف الروسي: ما الحاجة لشرعية نبوخذنصر إذا كانت شرعية ڤلاديمير موجودة؟

ولماذا هذه الحاجة التي تظهرها بعض نسخ الأسطورة إلى أن روسيا نالت ملكوت نبوخذنصر عبر بيزنطة نفسها التي نالت شرعيته في زمن الإمبراطور ليون؟

ومن سخرية القدر أن سولوڤيوف وهو يروي مختصر الأسطورة يذكر أن الإمبراطور البيزنطي أرسل ثلاثة رسل إلى خرائب بابل، يوناني وروسي وأبخازي. وحين وصل هؤلاء إلى سور المدينة وجدوا نقشاً بثلاث لغات: اليونانية والروسية والجورجية. بمعنى آخر، في أيام سولوڤيوف كانت أبخازيا جورجية وتتكلم اللغة الجورجية.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.