منعت بريطانيا القس الأميركي تيري جونز الذي هدد بحرق نسخ من المصحف في ذكرى اعتداءات 11 ايلول- سبتمبر، من دخول اراضيها، وهو كان سيدخل البلاد للمشاركة في تظاهرات تنظمها جماعة يمينية متطرفة ضد إنتشار الاسلام وبناء المساجد في بريطانيا.
منعت بريطانيا القس الأميركي تيري جونز الذي هدد بحرق نسخ من المصحف في ذكرى اعتداءات 11 ايلول- سبتمبر، من دخول اراضيها. ويعني المنع الصادر عن وزارة الداخلية أن القس جونز لن يتمكن من المشاركة في سلسلة تظاهرات تخطط جماعة يمينية متطرفة لتنظيمها ضد إنتشار الاسلام وبناء المساجد في بريطانيا.
وقال متحدث بإسم وزارة الداخلية البريطانية ان الحكومة تعارض التطرف بكل اشكاله، ولهذا السبب قررت منع القس تيري جونز من دخول بريطانيا. وأشار المتحدث إلى أن تصريحات القس جونز دليل على سلوكه المرفوض، قائلا ان “دخول بريطانيا إمتياز وليس حقاً، ونحن لسنا مستعدين للسماح بدخول أولئك الذين لا يخدم وجودهم المصلحة العامة”.
وكان موقف القس الاميركي قوبل باستنكار واسع في انحاء العالم عندما هدد العام الماضي بحرق نسخ من المصحف في ذكرى اعتداءات 11 ايلول- سبتمبر. وتراجع في النهاية عن خطته. ونقلت قناة سكاي نيوز الإخبارية الفضائية عن جونز انه يشعر بخيبة أمل لمنعه من دخول الأراضي البريطانية، وقال ان المنع ينتهك حقوقه الإنسانية في السفر وحرية التعبير.
وأعربت جماعة “انكلترا لنا” التي وجهت الدعوة الى القس جونز عن الأمل بأن يتمكن آخرون من اتباع كنيسة جونز من المشاركة في الفعاليات التي تعتزم إقامتها الشهر المقبل. وكان من المتوقع أن يشارك القس جونز في تظاهرة تنظمها رابطة الدفاع الإنكليزية اليمينية في بريطانيا، لكن الرابطة اعلنت في كانون الأول- ديسمبر الماضي أنها تشعر بأن من غير المناسب دعوته للمشاركة.
عن موقع نور في الجليل
=========================================================
إذا وضعنا جانباً الضجّة التي افتعلها تيري جونز عندما صرّح منذ أشهر بعزمه على حرق القرآن، فإننا لا يمكن أن نصف الموقف البريطاني إلا بأنه منافق. فهل أصبح تيري جونز الآن خطراً على بريطانيا، وهو القس المغمور الذي يرعى كنيسة في فلوريدا المريكية، لا يزيد عدد اعضائها عن 50 شخصاً؟
جونز ورغم كل شيء لم يدعُ أبداً للاعتداء أو استخدام العنف. وسواء وافقناه أم لم نوافقه على أسلوبه وطريقته، فإنّه في النهاية لم يفعل ما هدّد به. إلا أن السؤال الذي يجب توجيهه هو: كيف تسمح بريطانيا بجذب كلّ متطرّفي العالم على أرضها ابتداءاً من أبو قتادة وليس انتهاءً بأبو حمزة المصري مروراً بعمر بكري (قبل طرده)، وكلّ قيادات التطرّف الإسلامي والسياسي؟ وهل استقبال الإسلامي المتطرّف أحمد ديدات (توفّي منذ سنوات) كان مناسباً لأمنها، وهو المناظر الذي كان يكيل الإهانات ضد المسيحيين وإيمانهم، وكان من أشهر من نشر كراهية المسيحيين في العالم الإسلامي؟
إن هذا النفاق هو أحد الخطوات التي تقوم بها العديد من البلدان، خصوصاً في أوروبا، لإسكات كل من يقول كلمة جريئة لا تناسب الكلام الدبلوماسي الفارغ، وهذه الخطوة تأتي استكمالاً لسياسة دمج الأديان تحت مظلّة واحدة، عملها أن توهم الناس أن كل الأديان متشابهة وتقود إلى السماء، متجاهلةً فرادة يسوع المسيح الناصري. فبرأيهم أن “كل الطرق تؤدي إلى روما”، مع أن روما نفسها قد تحترق موديةً بكل من فيها!!
النظام العالمي الجديد العتيد أن يظهر يتطلّب منهجاً واحداً في العبادة. وسياسته هي “اعبد من تشاء ولكن اخدم رؤيتنا وفكرنا الذي نحدده لك، واسلك كما نريد لك، فنحن من يفكِّر عنك”.