قال مصدر حكومي تركي لوكالة الصحافة الفرنسية الخميس ان الرئيس عبد الله غول سيقوم اعتبارا من الاحد بزيارة رسمية الى ايران بهدف تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين الجارين. واوضح المصدر طالبا عدم كشف هويته ان عدة وزراء بينهم وزير الخارجية احمد داوود اوغلو ووفد كبير من رجال الاعمال وصحافيين ونوابا سيرافقون غول في زيارته. وسيجري غول محادثات الاثنين في طهران مع نظيره الايراني محمود احمدي نجاد ولا سيما حول قضايا دولية واقليمية وتعزيز العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية والتجارية. وسيزور غول خلال اقامته في ايران مدينتي تبريز واصفهان. وارتفعت المبادلات التجارية الثنائية خلال عشر سنوات من مليار دولار الى حوالى 11 مليارا حاليا. ويسعى البلدان لزيادة حجم المبادلات ليبلغ 30 مليار دولار بحلول 2015.
وحققت ايران وتركيا تقاربا في السنوات الاخيرة على الصعيد الاقتصادي وكذلك السياسي. واصبحت انقرة حليفة كبيرة للايرانيين في مفاوضاتهم حول الملف النووي مع القوى الكبرى التي عقدت جولتها الاخيرة في كانون الثاني/يناير في اسطنبول. ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في ايلول/سبتمبر الماضي الى “تقارب اقتصادي مع ايران” على الرغم من الضغوط الغربية لعزل طهران التي تتهمها القوى الكبرى بالسعي لانتاج سلاح نووي رغم نفي طهران ذلك.
عن موقع قناة المنار
http://www.almanar.com.lb/adetails.php?fromval=1&cid=20&frid=20&eid=5401
============================================
بقلم فادي أبو ديب
كنت قد ذكرت في مقالتي الماضية “تونس: هل هي بداية النهوض الأخير لفوط؟” بأننا نشهد تحالفات قوية كما هي مذكورة تماماً في سفر حزقيال38 وبأنه “لو بحثنا عن كل الأمم السابقة الذِّكر، روش (روسيا)، فارس(إيران)، ماشك وتوبال وتوجرمة وجومر (أجزاء في آسيا الصغرى شكّلت تركيّا الحالية)، سنجد بأنها الآن متحالفة فعلياً مع بعضها البعض، أو في طريقها إلى التحالف تدريجياً.”[1] وورد أيضاً بأن “المثال الإيراني- التركي أيضاً حاضر وهو يتطوّر تدريجياً، بعد قرون من التوتّر والعداء الشديدين.”
وخبر اليوم يؤكِّد بما لا يدع مجالاً للشك بأن التحول الذي نشهده هو تحوُّل استراتيجي في تاريخ البلدين والمنطقة برمّتها. وهو تحوّل فريدٌ من نوعه وغريب في آنٍ معاً. وبأن ما يتحدَّث عنه الكتاب المقدَّس واقعيّ جداً. فمن كان سيصدِّق قبل قرون بأن فارس وتركيا يمكن أن تصبحا دولتين صديقتين، لا بل تتحالفا تحالفاً استراتيجياً، يشهد له الدعم التركي المطلق للمشروع النووي الإيراني وغيرها من النشاطات الإيرانية؟ ومن كان يعتقد خلال منتصف القرن العشرين ان أكبر دولتين كانتا تتجهان نحو العلمانية ستصبحان دولتين تحكمهما أنظمة إسلامية؟ حيث يُعتَبَر أحدها (وهو النظام الإيراني) من أعتى الأنظمة وأكثرها شراسةً في العالم، أما الثاني فلا أحد يعلم ما هو القادم في أجندته وفي ما يحضِّره للمنطقة.
مجدَّداً يجب القول أن هذه التغيِّرات الدراماتيكية والمفاجئة والمخالفة للتوقُّعات، والتي يبدو أنها وصلت مرحلة اللاعودة يجب ألا تمرّ أمامنا بسهولة، فلنا في الكلمة النبويّة في الكتاب المقدَّس خير موجِّه لما فيه نفع الكنيسة المسيحية التي يجب أن تنظر بوعي واهتمام كبيرين إلى علامات الأزمنة خلال مسيرتها الروحية التي تتشبَّه فيها بسيِّدها وعريسها يسوع المسيح.
[1] البعض يعتقد بأن جومر هي أجزاء من أوربا الشرقية. وفي كل الأحوال هناك اتفاق بأن تركيا هي ضمن دول المتحالفة في حزقيال38.
وفي الصورة أعلاه تحدَّد جومر وتوجرمة بطريقة قد تخالف خرائط أخرى رغم ان الجميع تقريباً يتفق بأن كلتاهما تقعان في تركيا الحالية. ولكن الاختلاف يبقى في موقعهما ضمن تركيا.