فرسان الهيكل


بقلم فادي أبو ديب

لا أعرف كمّ الجرائم التي ارتُكبت تحت لوائكم إن كان التاريخ صادقاً، ولا أعلم مدى صوابيّة المَسلك الذي اخترتموه ولا التوجّه الذي اعتنقتموه، ولكنّي أعرف بأنّ آلافاً من بينكم كان لديهم قضيّة حقيقية وملموسة يضحّون بحياتهم من أجلها.

أن يكون أعلى هرم المؤسسة الدينية الفاسدة، بالتعاون مع مَلَكيّة ظالمة، هو من أصدر أمراً بإعدامكم فرداً فرداً-وبسرعة- بتهمِ شتّى، هو لوحده أمرٌ يثير الشكّ في كلّ ما قيل وما قد كُتِب.  ومنذ متى كان يمكن الرّكون إلى السُّلُطات الدينية والزمنية التي ترفل بأثواب التّيه والكبرياء  لإقرار الصواب من عدمه؟  منذ متى كان التحالف الشيطاني بين هاتيْن المؤسستين مصدراً للعدالة والخير، ومنبعاً لنشر الفضيلة والحقّ والسلام؟  منذ متى كان الذين يسكنون القصور أكثر معرفةً وعلماً ممن يغرقون بوحول الواقع الملموس ومصائبه وأحزانه وكوارثه، وممّن يأخذون على عاتقهم قيادة التغيير بإخلاص يحمل الكثير من الأخطاء والنقائص؟

لقد مات كثيرون منكم لأنّهم فقط حملوا قضيّةً جدّيةً كرّسوا حياتهم لأجلها.  ملايين في أيامنا هذه يحلمون أن يكون لديهم قضيّة يموتون من أجلها وحبٌّ يقاتلون لأجله، حلمٌ كبير، خيالٌ عظيم، ملكوتٌ مجيد يُشغَفون به.  أخطأتم، وجُلّ مَن لا يخطئ، فالخطأ من سمات العاملين بجدّ وإخلاص.  ذُبِحتُم وحُرقتم سريعاً، ولعلّ ذلك بسبب أنّ الكبار ظنّوا أنّ فقراء القوم لا يحقّ لهم أن يحلموا بجدّية، وأنّ أحلام العامّة تطيح بمشاريع القادة.

العالم بحاجة دوماً إلى فرسان يحلمون ويعملون ويبنون، ويخلّصون ويدافعون ويأخذون على عاتقهم مهمّة تغيير شيءٍ في هذا العالم المريض.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.