بقلم فادي أبو ديب

حكايات مؤاب (*)
…………………….
أمشي فوق المدن المدفونة
أنصِت إلى الحكايات التي تتستّر بالرّيح
تسرّ إليّ بأماكن الحصون الشامخة تحت التراب
يقولون إنّ في الأعماق مسارات كثيرة تؤدّي إلى القمر
وإنّ التين المزروع كثيفاً بين الأطلال/
كان لتحلية الشّفاه قبل القٌبَل
ولتغطية برك الفيروز المائج/
التي لا تقبل إلّا العُري نكهةً للماء البارد.
*
أمشي وأسأل نفسي
ماذا لو خرجت المدن ونفضت عنها غبار الأزمنة؟
ماذا لو صارت رؤوس الجبال كلّها قلاعاً للدهشة،
وأمست بنات الغيب مرشداتٍ لنا نحو موتٍ أشهى؟
آهٍ يا مؤاب، ماذا لو أخبرتِنا الوجه الآخر من الحكاية؟!
ماذا لو كان للبوادي صوتها المهاجِر خوفاً
أو المَنفيّ أو المغدور أو المقتول؟
*
أمشي وأسأل قرينتي لِمَ صار وجهها كالغروب
ولماذا صارت حكايتي التي تٌتلى عليّ كلّ لحظة
وأتعجّب كيف أنّ يدها مثل كوكبٍ ناريّ يندسّ في يدي
وكيف تضحك كأنّها غريبة اجتاحتها الجرأة لحين
أسمعها كأنّها تقول أنْ أصغِ إلى سنابل الصيف
وانظر كيف تمور مدرّجات القمح
وتميد التلال قبل قدوم السُّفُن!
وأنا أصير جرياناً…
رياحاً عاتية
وتنفتح عيناي على وميض ذهبيّ
يكاد يبلع العالم.
———————————————–
(*) مؤاب هو الاسم التاريخي لمناطق من وسط وجنوب الأردن حالياً.